العلامات التحذيرية للوعود غير الواقعية في التداول

العلامات التحذيرية للوعود غير الواقعية في التداول

• الوعود المزيفة فخ المتداولين
• الخصائص المشتركة للوعود المزيفة
• الاستراتيجيات النفسية التي يستخدمها المحتال
• خصائص الإعلانات الاحتيالية
• كيف تحمي نفسك من الوعود الكاذبة؟

الوعود المزيفة فخ المتداولين

إن تحقيق العوائد المرتفعة والأرباح السريعة، قد يكون السبب الأبرز والجذاب لدخول الفرد إلى عالم المال، سواء كان في الأسهم أو الفوركس أو غيرها، وهو ما يجعله بيئة مناسبة للوعود غير المنطقية، التي يمكن أن يقع المتداولون ضحية لها، سواء كانوا مبتدئين أو محترفين. 

لذا فإنه من الأهمية بمكان، أن يدرك المتداولون، أبرز المؤشرات التي تساعدهم على التمييز بين الوعود الواقعية، وتلك التي لا تتسم بالواقعية، وذلك بغض النظر عن مستوى المتداول وخبرته، نظرا للتسارع والتطور الكبير الذي يحدث في عالم المال، ومدى ارتباط هذا العالم بالتكنولوجيا المتغيرة والأساليب الاحتيالية المتطورة.

وسيستعرض هذا المقال، أبرز العلامات التحذيرية "العلامات الحمراء" التي يمكن من خلالها أن يميز الشخص الوعود الحقيقية وغيرها، إذ أن بعض الوعود قد تتعدى كونها مجرد مبالغات غير ضارة، لتصبح بمثابة تكتيكات خادعة يتم استخدامها من قبل المحتالين بمختلف أشكالهم.

كما أن التعرف على هذه العلامات التحذيرية، سيمكّن الشخص المتداول، من اتخاذ القرار المناسب، بأقل مستوى من مستويات التشويش التي يمكن أن تؤثر عليه بشكل مباشر أو غير مباشر.

العلامات التحذيرية للوعود غير الواقعية في التداول:

في هذا الدليل، سوف نستكشف العلامات التحذيرية الأكثر شيوعًا للوعود غير الواقعية في التداول وكيفية حماية نفسك منها.

إن تمييز الوعود الحقيقية عن تلك غير الواقعية، يعد أمرا مهما بالنسبة للمتداول، نظرا للغموض الذي يلف هذه الوعود، وصعوبة التحقق من صدقها أو عدمه، إضافة إلى أنها وعود تحاكي العواطف بدلا من العقل، مما يجعلها خادعة إلى حد كبير.

فيما يلي بعض أهم الخصائص التي يمكن أن تساعدك على تحديد تلك الوعود والتمييز بين الصادق منها والمزيف:

أولا. الخصائص المشتركة للوعود المزيفة:

1. الأرباح المضمونة:

إن تقديم الوعود بتحقيق أرباح مضمونة، أو أرباح ثابتة مستمرة، يعد أمرا من الأمور المستحيلة في عالم الأسواق المالية، وأحد الأمثلة على هذه الوعود، هو: استثمر ألف دولار واحصل على عائد بنسبة 20%، أو احصل على عائد بمقدار 200 دولار شهريا.

الاستثمار الخالي من المخاطر: 

يعد التداول أو الاستثمار الخالي من المخاطر، أحد الأمور المستحيلة، حيث إن كل استثمار ينطوي على درجة معينة من المخاطر، ومن أحد الأمثلة على هذه الوعود: استثمر مالك بصفر مخاطرة، أو استثمارك آمن بشكل كامل.

2. الثراء السريع: 

وهو الذي يندرج تحت أشكال كلمات محددة مثل: حقق ثروة كبيرة في غضون أيام، أو حقق ثروة دون جهد نهائيا، كما يمكن أن يكون على شكل فيديو لشخص أو مجموعة من الأشخاص الذين تبدو عليهم مظاهر الثراء، ويتحدثون عن قدرتهم على تحقيق الثروة دون جهد أو وقت طويل.

ثانيا. الاستراتيجيات النفسية التي يستخدمها المحتال:

يستخدم المحتال استراتيجيات وتكتيكات ذكية جدا على الصعيد النفسي إضافة للاستراتيجيات اللفظية، وذلك بهدف الإيقاع بالضحية واستغلال مشاعرها وسلوكها الذي يميل لتصديق كل ما يمكّنها من جني المال، لذا فإن فهم هذه التكتيكات يساهم في حماية المال بشكل مسبق عبر تحديد الوعود المزيفة بشكل سريع، وهذه بعض أبرز تلك الاستراتيجيات:

1. التلاعب العاطفي: 

وهنا يستخدم المحتال بعض العبارات غير المباشرة، لتحفيز الشخص الذي يبدي الجشع، أو الضغط عليه من خلال تخويفه من تفويت فرصة وهمية، ويمكن أن يكون هذا التلاعب العاطفي عبر العديد من الأمثلة، مثل: أن يقوم المحتال باستعراض رسم بياني لأصل أو عملة ما ارتفعت بشكل كبير خلال فترة زمنية، والتأكيد على أنها كانت فرصة مواتية لتحقيق أرباح هائلة، أو أنه ما زالت الفرصة قائمة لتحقيق أرباح قادمة بشكل مؤكد.

2. الوعود جيدة جدا بشكل يصعب تصديقها:

وهي الصفقات التي تحمل فرصا جذابة لدرجة تثير الشكوك، إما حول أنها صفقات غير حقيقية أو أنها صفقات تنطوي على مخاطر خفية، مثل أن يكون الوعد بشراء سهم بسعر أقل بكثير من سعره السوقي أو سعره العادل.

3. الإثبات الاجتماعي:

قد يعطي المحتال الوعود، مع بعض المراجعات والشهادات المزيفة من أشخاص يفترض أنهم استخدموا خدماتهم واستفادوا منها.

4. المعاملة بالمثل:

بعض المحتالين يقومون باستخدام التأثير النفسي، وذلك بتقديم الوعود مع هدية أو خدمة مجانية لخلق شعور لدى الضحية بالالتزام، وهو ما يسمى بالتأثير النفسي، وذلك حينما تشعر الضحية بأنها مجبرة على رد الجميل عندما يتم منحها شيئا مجانيا، وهو ما يجعل الضحايا هنا أكثر عرضة للامتثال لطلب المحتال فيما بعد.

5. الإفراط في المعلومات:

على الرغم من أن نقص المعلومات قد يعطي مؤشرا على الوعود المزيفة ، إلا أن الإفراط في المعلومات، قد يكون وسيلة من الوسائل الخاصة بالمحتالين، الذين يحرصون بذلك على إظهار مدى امتلاكهم لكل المعرفة التقنية أو القانونية.

6. الإطراء والمديح:

قد يرسل المحتال رسالة يزعم فيها أنه يراقب الضحية منذ فترة وأنه معجب بمهاراتها أو إنجازتها، مع تقديم الوعودبأنه قادر على تنمية هذه المهارة لتصل إلى مستويات مالية قياسية.

ثالثا. خصائص الإعلانات الاحتيالية:

إن الكثير من الوعود قد تصل للمتداول عن طريق الإعلانات التي يتم نشرها عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، لذا فإن التعرف على خصائص الإعلانات الاحتيالية أمر مهم جدا في تجنيب المتداول للوعود التي تتضمنها:

1. اللغة المشبوهة:

هناك العديد من العبارات التي يمكن أن تتضمنها الإعلانات المشبوهة أو المزيفة، مثل: ضاعف أموالك في أيام، أو نجاحك مضمون بدون تعب، أو استثمارك خالي من المخاطر، أو اشتري سيارة الأحلام أثناء نومك فعلا!

2. الشهادات المبالغ فيها في الإعلان:

تحتوي بعض الإعلانات على وعود غير مباشرة، من خلال استعراض بعض الأشخاص الذين يقدمون قصص نجاح ملفقة أو مختلقة لجذب المتداولين، أو طمأنتهم لصاحب الاستثمار.

3. الإعلان غير المكتمل لشركة استثمارية:

عديدة هي الإعلانات التي تشير إلى شركة أو منصة تداول أو سمسرة بعينها، دون أن يصاحب هذا الإعلان إشارة إلى ترخيصها في بلد الضحية، أو الاكتفاء بالإشارة إلى ترخيص ما دون تحديد تفاصيله أو مكان تواجده.

كيف تحمي نفسك من الوعود الكاذبة؟

فيما يلي بعض أهم التوصيات والنصائح التي يمكن من خلالها حماية الشخص لماله من الوقوع ضحية للوعود المزيفة:

1. التثقيف: 

من خلال البحث وتعلم الأساسيات الخاصة بعالم الأسواق المالية، أو السوق الذي تريد الدخول إليه.

2. الواقعية: 

وذلك من خلال فهم وإدراك أن الربح السريع والسهل أمر غير منطقي، وأن الإيمان به سيقود الشخص لاتخاذ قرارات سيئة.

3. تحري المصداقية:

 إن التحقيق من التراخيص السارية لدى السلطات المالية الرسمية في بلدك أو البلد المنوي الاستثمار فيه، يعد أمرا ضروريا للتأكد من مصداقية الجهة التي تقدم الوعود.

4. الفحص الدقيق:

 إن الزيارة الميدانية لمكان الجهة التي تقدم الوعود الاستثمارية بشكل مباشر أو غير مباشر، إضافة إلى زيارة موقعها الالكتروني، تعد أمور مهمة لإجراء الفحص الدقيق.

5. ابق على اطلاع:

إن التعرف إلى الأساسيات يعد الخطوة الأولى في المعرفة فقط، لذا فإن على المتداول الفعلي أو المحتمل، البحث والتعرف الدائم على خصائص السوق.

6. اطرح الأسئلة:

إذا كانت لديك شكوك، فلا تتردد في التواصل مع الشركة أو الفرد الذي يعرض الصفقة للحصول على توضيح.

7. استشر مصادر موثوقة: 

ناقش الفرصة مع مستشار مالي أو صديق أو أحد أفراد الأسرة للحصول على وجهة نظر خارجية.

8. دقق القراءة: 

حينما يصلك وعد مكتوب، قم بتدقيق شكل الوعد وطريقة كتابته، فقد يحتوي على أخطاء نحوية أو إملائية، أو إما أن يأتي على شكل غير احترافي بشكل نهائي.

9. كن متيقظا للاحتيال: 

اقرأ وطالع المستجدات حول الاحتيال، أو تكتيكات الاحتيال الشائعة، حتى تكون مستعدًا بشكل أفضل لاكتشافها.

النتيجة:

وفي الختام، ورغم أن إمكانية تحقيق عوائد مرتفعة في التداول قد تكون مغرية، فإنها تجعل من العالم المالي أيضاً أرضاً خصبة للوعود الخادعة. 

لذا يتعين على المتداولين، بغض النظر عن مستوى خبرتهم، أن يكونوا يقظين وأن يتعرفوا على العلامات التحذيرية للوعود الكاذبة، مثل ضمانات الربح، والفرص الخالية من المخاطر، والصفقات الجذابة بشكل مفرط.

كما يتوجب على المستثمر أن يثقف بنفسه باستمرار، حول السوق وحقائقه، واستشارة المصادر الموثوقة، كالاستعانة بالخبراء الماليين، وهو ما يوجب أيضا على المستثمر التمييز بين الخبير الحقيقي والخبير المزيف، الذي يعد محورا مهما يمكنك الاطلاع عليه ضمن مشروع شفافية التداول +.

ومن الممكن أن يوفر استخدام استراتيجيات مثل التحقق من بيانات الاعتماد، وتثقيف النفس حول حقائق السوق، واستشارة المصادر الموثوقة، الدفاع الضروري ضد الاحتيال. ومن خلال البقاء في حالة تأهب واطلاع، يمكن للمتداولين حماية استثماراتهم بشكل أفضل وتجنب الوقوع ضحية لعمليات الاحتيال التي تستغل الدوافع العاطفية والتوقعات غير الواقعية.