التداول

تكتيات التسويق المضللة

محللين CFI
محللين CFI
calendar
3 يناير, 2025
header background
  • التسويق بين الضرورة والحذر!
  • تعريف التسويق المضلل.
  • عناصر التسويق المضلل.
  • أشهر أنواع تكتيات التسويق المضللة.
  • كيف أحمي نفسي من تكتيات التسويق المضللة؟

التسويق بين الضرورة والحذر!

أصبح التسويق ضروريًا في عالمنا سريع الخطى، مدفوعًا بالتقدم التكنولوجي وثورة الذكاء الاصطناعي التي أعادت تشكيل النظرة العامة للمنتجات والخدمات والعلامات التجارية. 

وتُظهر الإحصائيات الأخيرة نموًا بنسبة 5٪ في الإنفاق العالمي على التسويق، ليصل إلى أكثر من 1.65 تريليون دولار في عام 2023، وهو ما يشبه الناتج المحلي الإجمالي لكوريا الجنوبية. 

وبينما تستخدم العديد من الشركات الإعلانات الشفافة، تلجأ بعضها إلى تكتيكات مضللة لتحقيق الربح غير القانوني أو التلاعب، مما قد يضر بالأفراد والاقتصاد، وهو ما يزيد من الحاجة إلى التعرف على التكتيكات المضللة للتسويق وتجنبها.

تعريف التسويق المضلل:

بموجب قانون المستهلك، يعد التسويق مضللا، إذا كان يحتوي على معلومات كاذبة أو خادعة، كما أن حذف أية معلومات مهمة داخل أي حملة أو أداة تسويقية يجعل منها تسويقا مضللا أيضا.

ويمكن تعريف التسويق المضلل على أنه "تسويق منتج أو خدمة تحتوي على معلومات كاذبة أو غير كاملة، ويعد مضللا أيضا إذا كان التسويق يجعل من الصعب على المستهلكين فهم فترات الالتزام أو شروط شراء منتج أو خدمة معينة دون داع. 

عناصر التسويق المضلل:

قد يتضمن التسويق المضلل عدة عناصر، والتي يساعد التعرف في القدرة على التمييز بين مئات الحملات التسويقية التي يتم عرضها بشكل يومي عبر مختلف الوسائل والمنصات، وفيما يلي أبرز عناصر التسويق المضلل:

1. تحريف خصائص المنتج أو جودته أو استخدامه أو سعره أو أصله، (كالتسويق لتداول زوج عملات على أنه تجربة تداول واعدة، على الرغم من أنه زوج عملات غير رئيسي، أو لا يتمتع بالزخم، أو أنه زوج مرتفع التكاليف مثلا).

2. حجب أو إخفاء معلومات جوهرية عن منتج أو خدمة بشكل يؤثر على قرار المستهلك (كالتسويق للتداول بشكل عام دون التنويه إلى المناسبات أو الأحداث التي يمكن أن تصنع فارقا في عالم التداول في وقت محدد).

3. عرض المنتج أو الخدمة بطريقة تعطي انطباعًا خاطئًا عن خصائصه أو استخدامه (كالتسويق للتداول على أنه يصنع الفارق الكبير في حياة الشخص بغض النظر عن مركزه المالي).

4. الإغفال المتعمد للأمور الجوهرية كالآثار الجانبية أو السلبيات التي تنطوي عليها المادة التسويقية والتي يجب أن تكون واضحة بشكل استباقي للجمهور، (كالتسويق للتداول دون التطرق إلى المخاطر التي ينطوي عليها أو التنويه إليها بشكل غير واضح).

5. الإغفال عن الكشف عن الشروط والأحكام الخاصة بالخدمة، بما في ذلك الحق في المراجعة والتساؤل وتقديم الشكاوى.

أشهر أنواع تكتيات التسويق المضللة:

تحارب الجهات الرسمية حول العالم ظاهرة التسويق المضللة بمختلف أشكالها، وهو ما يمثل دافعا لدى بعض المحتالين إلى تطوير أساليبهم وتكتيكاتهم في تنفيذ حملاتهم التسويقية المضللة، مستخدمين مختلف الوسائل والطرق، سواء على الصعيد اللوجستي كوسائل التواصل المختلفة وآليات العرض، أو عبر استغلال العامل النفسي أثناء تخطيطهم وتنفيذهم لأية خطة تسويقية كاذبة.

وفيما يلي أبرز تكتيكات التسويق المضللة التي يمكن أن يتعرض لها المتداول على وجه التحديد، والتي يجب عليه أن يدركها ليجنب نفسه من الوقوع ضحية لها والتسبب لنفسه بالخسائر سواء المادية المباشرة أو غير المباشرة من خلال تفويته للفرص الحقيقية التي يمكن أن يصل لها من خلال الحملات التسويقية الحقيقية:

1. التسويق المشرق الجانب دائما:

تركز الخطط التسويقية المضللة غالبا على عرض الجانب المشرق للتداول، وتصوره بأنه عالم سهل ومتاح للجميع، وأنه لا مكان للخسارة فيه، أو أن الخسارة يمكن تعويضها بسهولة ودون أي عناء.

2. التسويق الضبابي:

لا تشير الحملات التسويقية المضللة إلى الأمور التي يسعى المتداول الحقيقي أو المحتمل إلى معرفتها سواء بشكل مباشر بعرضها، أو غير مباشر عبر التنويه إلى الوسيلة المجانية التي تتيح تلك المعلومات المهمة، كالترويج إلى التداول دون الإشارة إلى التكاليف أو طريقة معرفة تلك التكاليف بأسلوب مجاني.

3. التسويق الخالي من القيمة:

الحملات التسويقية المضللة، تهدف إلى التعريف بالمنتج أو الخدمة، دون أن يقترن ذلك بقيمة حقيقية مستمرة، كالإشارة في الحملات التسويقية إلى الموارد التعليمية الموثوقة والوسائل التي تعزز العلاقات الدائمة مع المتداولين، وذلك لمساعدتهم إما في اتخاذ القرار الصحيح أو علاج أي مشكلة قد يصادفونها.

4. التسويق المبني على المراجعات:

إن استعراض حملات التسويق للمراجعات يعد أمرا جيد، ويزيد من ثقة المتلقي في بعض الأحيان، إلا أن الحملات التسويقية المبنية على المراجعات الإيجابية بشكل كامل، يعد تكتيكا شائعا بشكل يزيد من علامات التساؤل، إما عن سبب عدم استعراض المراجعات السلبية من قبل الجهة المعلنة وردها عليها، أو التساؤلىعن كيفية اجتماع كل تلك المراجعات الإيجابية دفعة واحدة.

5. المبالغة في الاستعراض المرئي لقصص النجاح:

إن تحقيق الأرباح من خلال التداول يعد ممكنا إذا بذل المتداول الجهد والوقت للبحث والتحليل والتنفيذ والمتابعة وإدارة المخاطر أثناء رحلته في التداول، إلا أن استعراض الحملة التسويقية لقصص النجاح الكبيرة دون توضيح كامل الحقائق حول تلك القصص، يزيد من الشكوك في أن تقع تلك الحملات التسويقية ضمن التضليل، ويجعل منها رسائل بأن التداول يعد وسيلة دائمة لثراء كبير وسريع وخال من المخاطر.

6. استعراض المحتوى التعليمي المزيف أو غير المكتمل:

بعض الجهات التسويقية تقوم باستعراض محتوى تعليمي غير حقيقي، كاستعراض التداول على أنه أمر سهل جدا ولا يحتاج للوقت والجهد، أو أنها تسوق لدورات أساسية مجانية بهدف بيع دورات تداول تعليمية باهظة الثمن مع الوعود بنسب نجاح عالية جدا أو نجاح مضمون ودائم.

7. تجاهل أهمية إدارة المخاطر:

يتسم التسويق المضلل بأنه يركز على الصفقات الناجحة والأرباح الدائمة، دون التعرض لأهمية تقنيات إدارة المخاطر كأوامر وقف الخسارة أو تنويع المحفظة، وذلك بهدف التركيز على الأرباح التي يكسبونها دون الاكتراث بالخسائر التي يمكن أن يتعرض لها المتداول نتيجة إهماله لأدوات إدارة المخاطر.

كيف أحمي نفسي من تكتيات التسويق المضللة؟

يتعرض الشخص في الحياة الطبيعية إلى آلاف الحملات التسويقية يوميا، وهو ما يجعل من تمييز التسويق الحقيقي والمضلل أمرا صعبا، إلا أنه وبسبب خصوصية عالم التداول من جانب، وخصوصية المال وأهمية للإنسان من جانب آخر، يجب على كل شخص أن يقوم ببعض الأمور التي تمكّنه من اكتشاف الحملة التسويقية الحقيقية والاستفادة منها، وفيما يلي أبرز تلك الأمور:

1. تحقق من المراجعات، وخاصة إذا استعرضت الحملة التسويقية كلا من وجهتي النظر الإيجابية والسلبية، وذلك حتى تدرك أن هذه ليست وسيلة احتيالية لإطفاء صفة البراءة لتلك الحملة، لذا تحقق من المراجعات وأصحابها وأن حساباتهم حقيقية إذا كانت الحملة تتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحديدا.

2. استشر الخبراء الحقيقيين وأصحاب التجارب السابقة.

3. قم بزيارة الجهة المستفيدة من الحملة التسويقية، وقم بالاجتماع مع الجهات المسؤولة للتأكد تماما مما تم الإعلان عنه والتسويق له.

4. كن متداولا مطلعا، فالاطلاع والمعرفة والثقافة العامة تحميك من الوقوع ضحية لأية حملة تسويقية مضللة، إذ أن الحملات المضللة عادة ما تستغل غياب المعلومة عن الجمهور، وفي حال توفرت تلك المعلومة فإن كشف تلك الحملات سيجعل الأمل سهلا.

5. اقرأ الشروط والأحكام بعناية، فهذا يخفض من تعرضك للتضليل.

6. ابحث عن الشهادات التي يجب أن تمتلكها الجهة التسويقية أو التراخيص اللازمة لتقوم الجهة المستفيدة من الحملة التسويقية بعملها بشكل رسمي ومرخص.

الخاتمة: 

لقد أصبح من الضروري أن يكون المستهلكون والمتداولون على وعي بالأساليب المضللة التي قد تستخدم لتحقيق مكاسب غير مشروعة وذلك في ظل الانفتاح الرقمي وتزايد الحملات التسويقية. 

ورغم أهمية التسويق في خلق الفرص، فإن التكتيكات المضللة قد تضر بالاقتصاد، لذلك، يجب الحذر والتمييز بين الحملات الحقيقية والمضللة من خلال التحقق من المراجعات واستشارة الخبراء. التوعية والتثقيف المستمر هما السبيل لحماية أنفسنا وضمان أن يظل التسويق أداة فعالة وشفافة لتحقيق النجاح.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.