اكتشاف الإعلانات غير الواقعية
اكتشاف الإعلانات غير الواقعية
- تعريف الإعلان غير الواقعي.
- الإعلانات الكاذبة: إحصائيات خطيرة.
- خطورة الإعلانات المزيفة.
- الأساليب الأكثر شيوعا في الإعلانات المضللة.
- كيفية اكتشاف الإعلانات غير الواقعية.
تعريف الإعلان غير الواقعي:
تعد الإعلانات حلقة الوصل المهمة والأبرز في عالم يتسم بالتسارع الشديد، وسهولة الوصول لمختلف المنتجات والخدمات، بدءا من الإعلانات التقليدية متلفزة كانت أو المنتشرة في الشوارع، وصولا إلى سيل الإعلانات الذي يتدفق عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يتعرض له الجميع بشكل لا يتوقف.
ولأن الإعلانات غالبا تَعِدُ بتقديم المنتج أو الخدمة التي تجعل من الحياة أسهل في تحقيق ما يرغب به الشخص المتلقي، فإن التمييز بين الحقيقي منها والمزيف وغير الواقعي أو الاحتيالي، بات حاجة ضرورية، لحماية الجميع (المستهلك، والشركات، والقطاع الاقتصادي، والاقتصاد بشكل عام)، خاصة وأن المستوى الذي يتم تقديم فيه الإعلانات بات يتسم بالتقدم على صعيد الصورة والوعود واستخدام وسائل التلاعب النفسي الذي يجعل من أي إعلان مهما كان إعلانا مثاليا، بل ويخلق التصور لدى من يتلاقاه بأنه يشكل فرصة لا يمكن تفويتها أبدا.
ويعرف الإعلان الكاذب أو المزيف أو غير الحقيقي على أنه: تسويق معلومات أو محتوى مرئي حول منتج أو خدمة مضللة وغير واقعية، ويتم تقديمه تحت إدعاءات غير دقيقة، سواء على صعيد المظهر أو الوظيفة الفعلية، مع وعود كاذبة، سواء بالألفاظ أو استخدام أمثلة عملية وهمية، ليندفع المستهلك بعد كل ذلك إما للشراء أو الاستخدام الذي يتبعه الاعتياد والإدمان المسبب للخسائر المتراكمة.
الإعلانات الكاذبة: إحصائيات خطيرة:
لا يزال الاحتيال في الإعلانات يشكل تحديا كبيرا لصناعة الإعلان الرقمي، حيث يكلف المعلنين مليارات الدولارات كل عام، وتشير التقديرات بحسب موقع Statista، أن التكلفة التقديرية للاحتيال في الإعلانات الرقمية على مستوى العالم سترتفع بين عامي 2023 و2028 من 84 مليار دولار إلى 172 مليار دولار تقريبا.
وتؤكد مؤسسة JUNIPER Research أن المبلغ المتوقع لعام 2028، يحتوي على حقائق مهمة، أبرزها أن حجم المال المنفق على الإعلانات المزيفة عام 2028 سيمثل 23% من حجم الإعلانات بشكل عام، وهو ارتفاع عما مثلته الإعلانات المزيفة لعام 2023 حينما بلغت نسبة 22% من إجمالي الإنفاق على الإعلانات بشكل عام.
ويؤكد تقرير JUNIPER أيضا أن أميركا الشمالية ستكون الأكثر تعرضا للإعلانات المزيفة لعام 2028 بنسبة 42%، ثم الشرق الأقصى والصين بنسبة 20%، تليها أوروبا الغربية بنسبة 17%، أما على صعيد إفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط فستمثل ما نسبته 3%.
خطورة الإعلانات المزيفة:
لا تعد الإعلانات المزيفة أو المضللة أو غير الحقيقية، خطرا على المتلقي فحسب، بل إنها قد تعرض المعلنين أنفسهم إلى العديد من المشاكل، والتي تتلقي بظلالها السيئة على صعيد الاقتصاد القومي من جانب، وتفويت إيصال الإعلان الحقيقي للمستفيد وضياع الفرصة الحقيقية لتحقيق الفوائد أو الأرباح الواقعية.
وتزداد خطورة التعرض لمثل هذه الإعلانات، إما بسبب الضغط عليها بشكل مباشر من قبل المستخدم، أو بشكل غير مباشر عن طريق البرامج الفيروسية أو النقر عن طريق الخطأ، وهو ما يدفع المستخدم لاحقا إلى تجنب التعرض إلى أي إعلان، بل والتشكيك في إعلان مستقبلي حتى وإن كان حقيقيا.
بالتالي، فإن الخطورة التي يمكن أن تنطوي عليها هذه الإعلانات، ستقود نحو الأمور التي قد تحدث وفقا للتسلسل التالي:
الأساليب الأكثر شيوعا في الإعلانات المضللة:
تصمم الإعلانات المزيفة أو المضللة، بطريقة احترافية تسعى إلى جذب انتباه المتلقي وإقناعه بضرورة وأهمية ما يقدمه الإعلان، بل وخلق الحاجة التي لم يفكر بها المتلقي قبل مشاهدته للإعلان.
وإن التعرف على أبرز الاساليب التي ينتهجها مصمموا هذه الإعلانات، يمكن أن يساهم في تجنيب المتلقي لأكبر قدر من هذه الإعلانات التي يتعرض لها الجميع بشكل يومي.
1. صيغة المبالغة:
غالبا ما يتحدث المعلنون عما يقدمونه بصفة المبالغة، فيستخدمون "نتائج مضمونة"، أو "تحول فوري" أو "فعال بنسبة 100%"، وغالبا ما تُستخدم هذه العبارات دون تقديم أي دليل علمي، ويتم الاكتفاء بالإثباتات العملية المباشرة، لأشخاص لا يمكن التحقق من صدق ادعاءاتهم نتيجة استخدامهم لمحتوى الإعلان (راجع مقالة الخبير الحقيقي والمزيف).
2. استخدام مرئيات مبالغ فيها:
تتسم الإعلانات المضللة بصورة مرئية مبالغ في الاهتمام بتفاصيلها التي تهدف إلى تشويه الواقع أو تقديمه بشكل يفوق ما تقدمه في الحقيقية، مثل استخدام نمط سعري لأصل معين بطريقة مُثلى، أو تغير سريع جدا لأداء سعر أصل ما تبعا لتحليل قدمه في الإعلان المرئي.
3. السرد القصصي المقصود:
على الرغم من أن الإعلانات الناجحة تتسم بالمدة القصيرة، إلا ان بعض الإعلانات وتحديدا تلك التي تتعلق بقصص النجاح والثراء، قد يتم عرضها على شكل محتوى مرئي طويل يستعرض قصة نجاح تحتوي على خط درامي بهدف التلاعب بالنفسية والتفكير، وتبني الحاجة لتجريب هذا ما يقدمه الإعلان بدفع من العواطف، وبل وتتجنب هذه الإعلانات الحديث عن كل ما لا يرغب المستمع بالاستماع إليه، كالوعود بالأرباح الدائمة وتجنب الخسائر دائما (طالع مقالة الخسارة جزء من الرحلة، لتتعرف مدى أهمية الخسائر في عالم التداول).
4. المقارنات المزيفة:
تلجؤ بعض الجهات الإعلانية المضللة إلى عقد مقارنات غير حقيقية بين ما يقدمونه وبين ما يقدمه المنافسون، وذلك من خلال اختلاق قصص نجاح تخصهم مقارنة بقصص فشل لمن استخدموا منتجات المنافسين، وذلك دون أي دليل جوهري أو رسمي، وإنما الاكتفاء باستخدام أشخاص ممثلين يستعرضون ما خسروه مع المنافسين، أو يقدمون تجربة نجاحهم مع الجهة صاحبة الإعلان المضلل.
5. التلاعب العاطفي:
أحد أبرز ما يميز الإعلان المضلل أو المزيف، هو استخدام الكلمات التي تتلاعب بمشاعر المتلقي، فتخلق لديه شعورا بعدم الأمان في حال لم يستخدم محتوى الإعلان، أو تخيل الراحة والنجاح في حال استخدامه لهذا المنتج، وغالبا ما يتم استخدام الربط بين ما يقدمه الإعلان المضلل والقدرة على تحقيق النجاح الشخصي والسعادة اللانهائية، أو حتى الإشارة إلى الندرة أو الفترةالمحدودة لمحتوى الإعلان لخلق ما يسمى " الخوف من تفويت الفرصة FOMO"
6. استخدام وجهات النظر الأحادية:
قد تلجؤ بعض الإعلانات لاستخدام الجهات العلمية، ولكن لإثبات وجهة نظر الإعلان والفوائد التي يستعرضها، دون أن تستعرض وجهات النظر الأخرى كمحاولة للمحاورة، بل إن بعض الإعلانات قد لا تتعرض للحديث عن أي خطر، كأن تستخدم: تشير جهة إحصائية رسمية في دولة معينة إلى أن التداول لا ينطوي على أية خسائر في بداية العام، دون أن تستكمل حديث تلك الجهة أو تفسر وجهة نظرها.
7. عدم الاهتمام بالكلمات/العبارات الضرورية:
العديد من الإعلانات المزيفة، لا تركز على الكلمات الضرورية في ما تقدمه من إعلانات، مثل: هذه الشركة مرخصة في بعض الدول وليس في العديد من الدول، وحتى مع افتراض كتابة هذه العبارات، فإنه يتم كتابتها بخط صغير جدا، أو يتم المرور عليها بسرعة شديدة جدا.
8. التعامل مع مراجعات المستهلك:
بعض المعلنين يبدون اهتماما كبيرا في إظهار المراجعات الخاصة بإعلانات على نحو يشيد بما يقدمونه بشكل مبالغ فيه، فيما يتعامل بعض المعلنين مع المراجعات السلبية بشكل غير مهني أبدا إما على صعيد الرد أو الإهمال.
كيفية اكتشاف الإعلانات غير الواقعية:
بعد التعرف إلى مفهوم الإعلان المزيف أو غير الواقعي، واستعراض أشهر الأساليب المتبعة في تقديم الإعلان المزيف، سيتم استعراض أشهر الطرق وأكثرها شيوعا في اكتشاف هذه الإعلانات بشكل سريع وحماية النفس والمال من الوقوع ضحية لها.
1. افحص قناة الإعلان:
تتعدد القنوات التي يتم استخدامها لاستعراض إعلان ما، وخاصة مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن استخدام الوسائل التقليدية كالإعلانات العامة في محطات التلفزة أو المواقع الرسمية المشهورة والمعروفة، يعد أمراً يدعو، نوعا ما، إلى انشاء الثقة بالإعلان، بينما ما زالت الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بحاجة إلى المزيد من بذل العناية للتأكد من الجهة التي تقدم ذلك الإعلان، كمراجعة الصفحة المعلنة واستعراض معلوماتها ومراجعة محتوياتها ومراجعاتها، وما يتم كتابته في التعليقات على منشوراتها، والجهة التي تقف وراء تلك الصفحة أو المجموعة.
2. راقب أخطاء الإعلانات:
بغض النظر عن الإعلانات التي يتم تقدميها بصورة احترافية، إلا أن المعلنين المزيفين قد يهملون بعض الأخطاء، مثل الأخطاء الإملائية، أو عدم وجود علامة تجارية واضحة، أو عدم استعراض معلومات المعلن بالشكل الكامل والواضح.
3. تأكد من ترخيص الإعلان:
بعض الإعلانات يتعلق بخدمة أو منتج تحتاج إلى أخذ التراخيص من الجهات الرسمية، وهو ما يجب أن يكون واضحا من حيث اسم الترخيص الواضح والكامل، وتاريخ هذا الترخيص، واسم الجهة المرخصة بالشكل الكامل (الاسم والمكان والاختصاص).
4. اعقد المقارنة الواقعية:
بعض الإعلانات يقع بتحقيق الثراء السريع، وتغيير الحياة دون أي تعب، وذلك من خلال استخدام المنتج دون أي تدريب، أو دون التعرض لأية خسائر، أو من خلال تدريب بسيط غير مكلف نهائيا مقارنة بما يحققه من عوائد، لذا فإن عقد المقارنات المبدئية بين الوعود والنتائج، قد يساهم في تجنيب المخاطر.
5. حافظ على المعلومات الشخصية:
قد تطلب بعض الإعلانات معلومات شخصية، كالاسم الكامل والمهنة والراتب والبريد الالكتروني أو حساب موقع تواصل، وذلك دون أن يكون لهذا الطلب مبرر أو سبب واضح، وهو ما قد يمثل علامة من علامات التشكيك بمحتوى الإعلان.
6. افحص محتوى الإعلان قبل الاشتراك:
تقدم بعض الإعلانات إمكانية استعراض خدمات المعلن ومنتجاته عبر موقع الكتروني، ولكن فحص الموقع واستعراض المنتجات بشكل دقيق، والتأكد من امتلاك هذا الموقع التراخيص الرسمية والمحتوى الاحترافي في استعراض ما يقدمه يعد أمرا بالغ الأهمية، للتأكد من جدية المعلن، بل وفي بعض الأحيان يتم فحص فريق الاتصال والتواصل لهذا الموقع، وفي بعض الأحيان ينصح بالاتصال الفعلي ومعرفة احترافية المعلن ودقة معلوماته.
7. قم بزيارة مكان المعلن:
زيارة مقر الشركة التي تقوم بالإعلان، يعد أمراً مهما جدا بالنسبة للمستهلك، فلا بأس من إجراء الزيارة وعقد اجتماعات تتراوح بين البسيطة والمعمقة، تبعا لأهداف وشخصية كل مستهلك وحجمه.
8. اسأل الجهات المرخصة والمسؤولة:
بعض الإعلانات تتعلق بمنتجات تحتاج لتراخيص مالية أو قانونية، لذا فإنه وبعد التعرض لهذا النوع من الإعلانات، فإنه يحبذ الاتصال أو التواصل مع الجهات المانحة للتراخيص للتأكد من صدق ما أشار إليه المعلن في إعلانه.
9. اقرأ الشروط والأحكام بدقة:
إن الشروط والأحكام تعد ميثاق التعامل بين المعلن ومتلقي الإعلان، لذا احرص على قراءتها وفهمها، والتوجه بالسؤال عن أي شيء غير واضح بالنسبة لك فيما يتعلق بتلك الشروط أو الأحكام.
الخاتمة:
يتضح مما سبق مدى أهمية التعرف إلى الإعلان المضلل أو المزيف بالنسبة للمستهلك والشركات الحقيقية والاقتصاد القومي، نظرا لما تشكله هذه الإعلانات من هدر للأموال الخاصة بالإعلانات الحقيقية، وما تعرضه الإعلانات المزيفة من تضييع أموال المتلقين، وما ينجم عنه بالتالي خسائر للدولة بشكل عام.
وتعد هذه المقالة على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للجميع، نظرا أن العديد من الإعلانات تستهدف كسب المال والحصول على الأرباح بغض النظر عن المضمون الذي تقدمه، سواء كان حقيقيا أو مزيفا، أو حتى إن كان يتم تقديم هذه الخدمة عبر الطرق المرخصة والمسؤولة، أو التحايل في تقديمها بشكل لا يتيح الفرصة لملاحقتهم ماليا أو قانونيا.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.