التداول

الجزء الثالث: تأثير العواطف وعلم النفس على التداول

بدر الروضان
بدر الروضان
calendar
16 ديسمبر, 2024
header background

تلعب العواطف وعلم النفس دورًا هامًا في اتخاذ القرار، وخاصةً في التداول والاستثمار. إنّ فهم كيفية تأثير هذه العوامل النفسية على سلوك السوق أمر أساسي لتحسين استراتيجيات الاستثمار وصنع القرار. وهنا يأتي دور التمويل السلوكي.

ما هو التمويل السلوكي؟

 

 

التمويل السلوكي هو مجال دراسة يجمع بين رؤى من علم النفس والاقتصاد لاستكشاف كيفية تأثير العواطف والتحيزات والحالة العقلية على قرارات التداول ونتائج السوق. فهو يوسع مبادئ الاقتصاد السلوكي، الذي يدرس اتخاذ القرارات غير العقلانية في الخيارات الاقتصادية، إلى الأسواق المالية، مما يساعد التجار والمستثمرين على فهم اتجاهات السوق وسلوكه.

لماذا يعد فهم السلوك البشري أمرًا بالغ الأهمية في التداول؟

في التداول، يعد فهم السلوك البشري أمرًا ضروريًا لاتخاذ قرارات عقلانية، وتقليل التحيزات العاطفية، وتعزيز النجاح. ومن خلال التعرف على كيفية تأثير العوامل النفسية على المشاركين في السوق، يمكن للمتداولين تجنب المخاطر الشائعة وتحسين استراتيجياتهم الاستثمارية.

تعريف سيكولوجية التداول

تشير سيكولوجية التداول إلى العواطف والحالات العقلية التي تؤثر على قرارات المتداولين والمستثمرين. فهو يساعد في تفسير لماذا يمكن أن تؤدي المشاعر مثل الخوف والجشع والثقة المفرطة إلى قرارات تداول سيئة. ويعد التمويل السلوكي جزءًا مهمًا من علم نفس التداول، حيث يوفر إطارًا لفهم كيفية تأثير التحيزات النفسية على سلوك السوق.

ما هو الاقتصاد السلوكي؟

لفهم التمويل السلوكي بشكل كامل، من المهم أن نفهم أولاً الاقتصاد السلوكي. يدرس هذا الفرع من علم النفس كيفية اتخاذ الأشخاص لقرارات اقتصادية تنحرف عن النماذج العقلانية، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب التحيزات والتأثيرات العاطفية. ويهدف إلى توضيح سبب قيام الناس باختيارات لا تتوافق دائمًا مع النظريات الاقتصادية التقليدية.

المبادئ الأساسية للتمويل السلوكي

تشير المبادئ الأساسية للتمويل السلوكي إلى أن الأفراد ليسوا عقلانيين بحتة؛ وبدلا من ذلك، غالبا ما يتأثرون بالعوامل النفسية التي تؤثر على اتخاذ القرار. يمكن أن تشمل هذه العوامل التحيزات المعرفية، والحالات العاطفية، والصحة العقلية، والتي يمكن أن تؤدي إلى خيارات مالية دون المستوى الأمثل.

الجوانب النفسية للتداول

تعتبر العوامل النفسية مثل التحيزات المعرفية والتأثيرات العاطفية حاسمة في التداول. تتضمن بعض التحيزات النفسية الأكثر شيوعًا التي تؤثر على المتداولين ما يلي:

• التحيز التجريبي (تحيز الحداثة): غالبًا ما يبني المتداولون قراراتهم على التجارب الأخيرة، مثل انهيارات السوق، والتي يمكن أن تؤدي إلى سلوك مفرط الحذر أو ضياع الفرص.

• تحيز الألفة: يميل المستثمرون إلى تفضيل الأصول التي يعرفونها جيداً، مما يحد في كثير من الأحيان من تنويع محفظتهم الاستثمارية، مما يزيد من المخاطر.

• الانحياز التأكيدي: يبحث المتداولون عن المعلومات التي تدعم معتقداتهم الموجودة مسبقًا، متجاهلين البيانات المتناقضة، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات سيئة.

• الانحياز للنفور من الخسارة: يركز المستثمرون أكثر على تجنب الخسائر بدلاً من تعظيم المكاسب، مما يؤدي إلى سلوك مفرط الحذر، مثل الاحتفاظ بالأصول الخاسرة لفترة طويلة جدًا.

الخوف من تفويت الفرصة (FOMO): قد يتخذ المتداولون قرارات متهورة بناءً على الخوف من تفويت فرص مربحة، مما يؤدي إلى التداول العاطفي.

الانحياز للنفور من المخاطرة: غالبًا ما يركز المتداولون على الأخبار السلبية والمخاطر، ويتجاهلون أحيانًا المكافآت المحتملة للاستثمار.

التحيز المفرط في الثقة: يبالغ بعض المتداولين في تقدير قدرتهم، مما قد يؤدي إلى قرارات محفوفة بالمخاطر وخسائر.

• التداول المندفع والمبالغة في التداول: يمكن أن يؤدي اتخاذ القرارات بناءً على العواطف بدلاً من المنطق إلى عمليات تداول وخسائر غير ضرورية.

النفور من الندم والاحتفاظ بالصفقات الخاسرة: غالبًا ما يؤدي الخوف من الندم إلى الاحتفاظ بالاستثمارات الخاسرة لفترة طويلة جدًا، مما يمنع المتداولين من تقليل خسائرهم.

استراتيجيات التغلب على التحيزات السلوكية

لمكافحة التحيزات العاطفية وتحسين قرارات التداول، ضع في اعتبارك الاستراتيجيات التالية:

• فهم مدى تحمل المخاطر وتعيين أدوات إدارة المخاطر: إن التعرف على قدرتك على تحمل المخاطر يساعدك على تجنب اتخاذ القرارات العاطفية. يمكن لأدوات إدارة المخاطر مثل أوامر إيقاف الخسارة أن تحمي من الخسائر الكبيرة.

• إنشاء خطة تداول: يمكن أن تساعدك خطة التداول القوية في الحفاظ على تركيزك، وتجنب القرارات العاطفية، والالتزام بإستراتيجيتك.

• تطوير الذكاء العاطفي: فكر في الصفقات والقرارات السابقة لفهم محفزاتك العاطفية بشكل أفضل وتحسين عملية صنع القرار.

الأدوات والتقنيات النفسية للمتداولين

هناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن أن تساعد المتداولين على إدارة انفعالاتهم وتحسين أدائهم في التداول:

• اليقظة الذهنية والتأمل: تساعد هذه الممارسات المتداولين على البقاء هادئين ومركزين، مما يقلل من ردود الفعل العاطفية ويحسن عملية صنع القرار.

• العلاج السلوكي المعرفي: يمكن لتقنيات العلاج السلوكي المعرفي أن تساعد المتداولين على التعرف على أنماط التفكير الضارة وتغييرها، مما يعزز اتباع نهج أكثر عقلانية في التداول

• التصور والتأكيدات الإيجابية: تصور النتائج الناجحة واستخدام التأكيدات الإيجابية يمكن أن يعزز العقلية الإيجابية ويحسن السلوك التجاري.

من خلال فهم التأثيرات النفسية على التداول وتنفيذ استراتيجيات لإدارتها، يمكن للمتداولين اتخاذ قرارات أكثر عقلانية ومستنيرة، مما يؤدي في النهاية إلى تحسين أدائهم في الأسواق المالية.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.