الخبراء المزيفون مقابل الخبراء الحقيقيين في الأسواق المالية
الخبراء المزيفون مقابل الخبراء الحقيقيين في الأسواق المالية
- الخبراء الماليون: ضرورة وحاجة ماسة للأسواق والمستثمرين
- الخبراء المزيفون مقابل الخبراء الحقيقيون.
- العلامات المميزة بين الخبير المالي الحقيقي والمزيف.
- أولا. السمات الشخصية للخبير المزيف
- ثانيا. الخصائص السلوكية للخبير المزيف
- كيف أحمي نفسي من الخبراء المزيفين؟
الخبراء الماليون: ضرورة وحاجة ماسة للأسواق والمستثمرين
يعتبر وجود الخبير في الأسواق المالية أمرا بالغ الأهمية لكل من الأسواق والمستثمرين على حد سواء، وذلك أن المستثمرين والمتعاملين في مختلف الأسواق المالية، يكونون بحاجة ماسة للحصول على المشورة الموثوقة ضمن بيئة عمل تتسم بكم هائل من المعلومات ودرجة عالية من التعقيد والتقلبات والتطورات المتسارعة.
بل إن التمييز بين الخبير الحقيقي والخبير المزيف، يعد أمرا مهما للأسواق المالية والاقتصاد بشكل عام، إذ أن الأسواق قد تتأثر سلبا بسبب سلوكيات استثمارية خاطئة أو قرارت مالية غير سليمة، وذلك بسبب اتباع نصيحة خاطئة ناجمة عن خبير مزيف، وهو ما يقود بالتالي إلى إلحاق الخسائر الكبيرة بالمتعاملين، وفقد الثقة بالأسواق، وإهدار الفرص، وتعريض النمو الاقتصادي للبلد للمخاطر.
وإن التمييز بين الخبراء الحقيقيين والمزيفين لا يعد بالأمر السهل، وذلك للعديد من الأسباب، منها ما يتعلق بصفات الخبراء المزيفين وخبراتهم وما يقومون به من تطوير أدواتهم باستخدام التكنولوجيا الحديثة التي تتيح لهم طرقا مبتكرة لإظهار أنفسهم بصفة الخبراء الحقيقيين.
وفيما يلي سيتم تناول التعريف بالخبراء المزيفين والحقيقيين، والإشارة إلى أهم العلامات المميزة التي يمكن من خلالها تمييز الخبير الحقيقي عن المزيف.
الخبراء المزيفون مقابل الخبراء الحقيقيون:
الخبراء المزيفون:
هم أفراد يدّعون الخبرة أو السلطة دون امتلاك المؤهلات أو الخبرات اللازمة أو الفهم العميق اللازم أو التراخيص الضرورية، والتي تمكنهم من إبداء المشورة لعموم المستثمرين.
وغالبا يقوم الخبراء المزيفون بالترويج لآراء متحيزة أو استغلال الطمع أو الخوف العام، وذلك بهدف تحقيق المكاسب الشخصية البحتة.
ويتفاوت الخبراء المزيفون بين من يستفيد من عمله في السوق المالي فعلا دون امتلاك المؤهلات المطلوبة، إلى المؤثرين المتواجدين على وسائل التواصل الاجتماعي وما يمتلكونه من متابعين فقط.
ويتسم هؤلاء الخبراء المزيفين بالعديد من السمات الشخصية والشكلية التي تجعلهم مقنعين بطريقة كبيرة، وتزيد من صعوبة التعرف عليهم مقارنة بالخبراء الحقيقيين.
الخبراء الحقيقيون:
هم أفراد تدعم معرفتهم العلمية والعملية، سجلٌ ملحوظ من الخبرات والتحليلات واتخاذات القرار، والعمل المتخصص في مجال الأسواق المالي بشكل عام أو سوق مالي بشكل خاص ومتخصص.
وعادة يمتلك هؤلاء الخبراء إلى جانب شهاداتهم الأكاديمية، مجموعة من الشهادات المهنية المتخصصة، مثل محلل مالي معتمد، أو مخطط مالي معتمد، إضافة إلى تاريخ من التحليلات الدقيقة والحكم السليم في التعامل مع تعقيدات الأسواق المالية.
العلامات الفارقة بين الخبير الحقيقي والمزيف:
تمت الإشارة إلى أهمية وجود الخبير الحقيقي لكل من الأسواق المالية والمستثمرين معا، إلا أن التعرف على العلامات الفارقة التي تمكن الشخص من التمييز بين الخبير المزيف والخبير الحقيقي، يعد أمرا بالغ الأهمية أيضا، لتحقيق الفائدة المرجوة من وجود الخبراء.
وفيما يلي بعض أهم العلامات الفارقة والخصائص المميزة التي يمكن من خلالها تحديد الخبير المزيف والمدّعي والخبير الحقيقي الذي يمكن الوثوق به واللجوء إليه.
العلامات المميزة بين الخبير المالي الحقيقي والمزيف:
أولا. السمات الشخصية للخبير المزيف:
1. الثقة المفرطة:
حيث يبدي الخبير المزيف شعورا مبالغا فيه وبقدراته، وغالبا ما يتحدث بيقين حتى وإن كان يفتقر إلى المعرفة الحقيقية أو الخبرة الجوهرية، فمثلا: يقدم تنبؤ جريء، أو يقدم نصائح تبدو جيدة جدا (لمعرفة مفهوم هذه النصيحة راجع مقال العلامات التحذيرية للوعود غير الواقعية في التداول)، وقد يقدم الخبير المزيف معدلات نجاح مرتفعة لتحليلاته دون تقديم أي دليل ملموس أو مفهوم.
2. الافتقار إلى الشفافية:
يتجنب الخبير المزيف مشاركة تفاصيل معينة إما عن خبراته أو تحليلاته أو عن حياته الشخصية (كالاسم الكامل، أو مكان السكن، أو مكان العمل، أو أية بيانات شخصية يمكن أن يدلي بها أي شخص عادي)، وكمثال على ذلك: يستخدمون تصريحات غامضة أو مصطلحات معقدة لإخفاء الخبرة الضئيلة أو التحليل الفقير أو لإبعاد الناس عن سؤالهم أكثر، أو لا يقدمون أي معلومات عن أنفسهم أو يقدمونها بشكل شحيح جدا في حال سؤالهم.
3. صورة براقة ومصقولة:
يظهر الخبير المزيف بشكل شبه دائم بمظهر وشخصية براقة وباهظة الثمن، ويربطون مظرهم المادي الثري بمجال خبرتهم المزيفة فيما يتعلق بالتحليلات والأسواق المالية، وكمثال: يقابل الخبير المزيف ضحيته دائما بملبس أنيق جدا وباهظ الثمن، وسيارة فارهة، ويتحدث عن نجاحه السهل من خلال خبرته في مجال الاسواق المالية على وجه التحديد.
4. اللهجة العدوانية:
يستخدم بعض الخبراء المزيفين لهجة تسويقية عدائية، مثل العروض المحدودة، أو التهديد بضياع فرصة الثراء السريع والسهل، أو التهكم بشكل عام على الندوات التدريبية لغيره من الخبراء، وكمثال: قد يقول الخبير المزيف: "أنا أضمن لك الربح السريع إذا انتهزت وجودي المؤقت جدا في البلاد"، "أنا أعرف كل المنافسين ولكنهم لا يمتلكون خبرتي".
5. الإدلاء بقصص نجاح عامة:
يشارك الخبير المزيف قصص نجاح بالعموم، وتكون قصص نجاح من الصعب التحقق منها من قبل الضحية، ويسلط الخبير المزيف الضوء على هذه القصص بلهجة حماسية للغاية، ويكون الهدف من هذه القصص زيادة الثقة، أو بناء عامل الطمع لدى الضحية.
6. يبدأ بالتعرف إلى الضحية قبل التعريف بنفسه:
يلجأ عموم الخبراء المزيفين إلى التعرف إلى ضحيتهم قبل التعريف بأنفسهم بالشكل الكافي، ويهدف هذا السلوك إلى معرفة شخصية الضحية وطموحه وأحلامه ومستوى طمعه أو درجة المعرفة لديه، وذلك ليستغل أي ثغرة يستطيع من خلالها الدخول إلى ضحيته وإقناعها بتحليلاته وخبراته.
7. المراوغة والعصبية حين المساءلة:
إن الخبير الحقيقي يمتلك غالبا المعلومة حول الموضوع الذي يقوم بإبداء رأيه فيه، وإن لم يمتلك المعلومة الدقيقة، فإنه لن يتذرع عن قول "لا أعرف"، بل إنه لا يجد أي سبب للعصبية في حال عدم معرفته بأمر ما، وهذه الصفات لا يمتلكها الخبير المزيف، الذي سيراوغ كثيرا في حال تمت مساءلته عن قرار خاطئ، أو سؤاله عن مسألة لا يفقه بها، بل إنه قد يلجؤ إلى العصبية للابتعاد عن السؤال الموجه إليه، وكمثال: قد تسأل الضحية الخبير المزيف عن رأيه في زوج عملة غير مشهور، فيقوم الخبير المزيف بالإجابة بأن هذا الزوج يعرض الأسواق للخسائر دائما، وأن هناك مشاكل سياسية تحوم حول تلك الدول، ومن ثم يعود للترويج لعملة أو أصل معين.
ثانيا. الخصائص السلوكية للخبير المزيف:
1. حب الظهور في مختلف المناسبات:
يمكن ملاحظة حب الظهور لدى الخبير المزيف في مختلف المناسبات ويحرص على التقاط الصور مع الشخصيات العامة، وعرضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك ليخلق هالة اجتماعية مزيفة حول شخصيته، بشكل يخلق الثقة بينه وبين الضحايا المحتملين لاستدراجهم، أو الضحايا الفعليين لإبعادهم عن التشكيك بشخصيته.
2. دائم السفر والترحال:
يقوم الخبير المزيف عادة بالسفر والترحال الدائم، وذلك ليحقق العديد من الأهداف إلى جانب تسويق نفسه وجذب جمهور أوسع له، وأهم تلك الأهداف: خلق صورة نجاح من خلال وجهات السفر الفاخرة تحديدا، إضافة إلى خلق انطباع لدى ضحاياه بأنه خبير متمرس ومتطور ولديه خبرة عالمية، كما أن الخبير المزيف قد يقوم بهذه الأسفار لتجنب التدقيق والتحقيق من قبل الضحايا أو الجهات المسؤولة.
3. يبدي التعاطف ويقدم الهدايا للضحايا:
يقوم الخبير المزيف بإبداء التعاطف الدائم مع الضحية، وإقناعه بأن الخطأ في القرار المالي أو الاستثماري كان بشكل غير مقصود إما من قبله أو من قبل الضحية عبر عدم الفهم الدقيق لنصيحته كخبير، بل إنه قد يعترف بجزء من الخطأ، ويقدم الوعود بالتعويض القريب، إضافة إلى أن بعض الخبراء المزيفين يحرصون غالبا على تقديم الهدايا للضحايا.
4. يتجنب الإشارة إلى مكان عمله بدقة:
إن السلوك العام الذي يتخذه الخبير المزيف يدفعه إلى عدم التواجد في مكان عمل محدد، وذلك لتجنب المساءلة القانونية أو الشخصية، وتحديدا لأنه لا يمتلك الشهادات المهنية الضرورية والمطلوبة، وهو ما يدفعه إلى عدم التصريح بمكان عمل محدد، بل وقد يقوم باستئجار مكانٍ لفترة مؤقتة لإقناع الضحايا بمدى احترافه.
5. الحرص على امتلاك شهادات غير مفهومة:
إن امتلاك الشهادات المهنية، لا يعد شرطا لذاته، ولكن امتلاك الشهادات المهنية المفهومة والمعروفة والضرورية هو الأجدى بأي خبير حقيقي، لذا ولصعوبة هذه الشهادات على الخبير المزيف، أو لعدم اكتراثه بامتلاكه لأسباب تتعلق بالتكلفة أو المدة، فإنه قد يلجؤ إلى امتلاك شهادات غير مفهومة أو معروفة، وعرضها على الجمهور للتغرير بهم.
6. امتلاك موقع الكتروني ضعيف:
نظرا لبيئة المال المرتبطة ارتباطا كبيرا بالتكنولوجيا، فقد يلجؤ بعض الخبراء المزيفين إلى بناء موقع الكتروني، وهو الأمر الذي يهدفون من خلاله إلى إضفاء صفة الاحترافية والرسمية، إلا أن ذلك الأمر لم يعد بتلك الصعوبة في ظل الذكاء الاصطناعي وانتشار الأشخاص المؤهلين لبناء المواقع عن بعد بغض النظر عن مضمونه.
كيف أحمي نفسي من الخبراء المزيفين؟
1. اطلب المؤهلات الأكاديمية للخبير، ودقق النظر فيها وتأكد من تاريخها مثلا ومكان صدورها، وبعض العلامات عن منطقيتها، مثل الأخطاء النحوية أو الإملائية في كتابة الاسم الرباعي، أو اسم الجامعة بالكامل، او التخصص الجامعي.
2. اطلب أدلة ملموسة عن خبراته، مثل الشهادات المهنية، والخبرات السابقة، أو أية أدلة على تحليلات وآراء قام بتقديمها سواء القديمة أو الحديثة.
3. تعرف إلى الخبير جيدا، وذلك بإتاحة الفرصة للخبير بالحديث عن نفسه وعن شخصيته وحياته بالعموم، ومكان سكنه، وغيرها من المعلومات العامة التي يمكن أن يحدث بها أي شخص.
4. قم بزيارة مكان تواجد الخبير في حال كان لديه مكانا ملموسا، والتأكد من أن هذا المكان مرخص لهذه المهمة، وأنه مكان تواجد الخبير بشكل عام، ومعروف من قبل المحيط القريب من مقر عمله.
5. تأكد من مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة به والتي يقوم بالترويج لنفسه عبرها، من خلال التأكد من المراجعات، عبر أخذ عينة عشوائية من المراجعات والتأكد من شخصية أصحابها، وأن المراجعات تأخذ نمطا تقليديا، وليس عبارة عن مراجعات مزيفة أو مدفوعة الثمن.
6. قم بفحص الموقع الالكتروني الخاص بالخبير، وذلك من خلال التوجه إلى بعض المختصين بالمواقع الالكترونية، أو المختصين بسوق العمل الذي يحترفه الخبير، وعرض موقعه عليهم، لإبداء ملاحظاتهم، إضافة إلى تصفح الموقع وإلقاء النظر على تاريخه وتراخيصه والجهات التي يشير الخبير إلى أنها تعتمد تحليلاته وآرائه.
7. قم بالسؤال عن الخبير من خلال الجهات المختصة، كالجهات التي تقوم بإعطاء التراخيص، كهيئات الأسواق المالية، أو المعاهد الرسمية المختصة، أو النقابات التي ينتمي إليها هذا الخبير.
8. تحقق من أسماء الشهادات المهنية التي يقوم بنشرها الخبير، لمعرفة مدى جدية هذه الشهادات، ومدى ارتباطها بالخبرة التي يدعي أنه يمتلكها.
النتيجة:
من المعلومات المذكورة أعلاه، من الواضح أن التمييز بين الخبراء الماليين الحقيقيين والخبراء المزيفين أمر ضروري لحماية الاستثمارات والحفاظ على استقرار السوق.
غالبًا ما يستخدم الخبراء المزيفون الثقة المبالغ فيها والتفاصيل الغامضة والتكتيكات العدوانية للخداع، في حين أن الخبراء الحقيقيين لديهم مؤهلات مثبتة وشفافية وخبرة موثقة.
لتجنب الوقوع ضحية لهذه الاحتيالات، يجب على المستثمرين التحقق بعناية من المؤهلات والبحث عن دليل ملموس على الخبرة وتقييم الوجود والمراجعات عبر الإنترنت. من خلال اليقظة، يمكن للأفراد حماية أنفسهم من الأرقام المضللة واتخاذ قرارات مالية مستنيرة.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.