كشف أسطورة "الاستراتيجيات المثالية"
- أهمية وجود الاستراتيجية للمتداولين
- مفهوم استراتيجية التداول المثلى
- لماذا يقع الباحثون في فخ الاستراتيجية المثلى؟
- استراتيجية التداول المثالية! لماذا تعد أسطورة؟
- الطريقة الأفضل لاستراتيجيات تداول أمثل!
مقدمة
إن استراتيجية التداول تشبه الخريطة، فهي ترشد المتداول إلى المسار الصحيح مع تجنب الوقوع في الأخطاء. والمشكلة الرئيسية ليست في اتباع أو إنشاء الاستراتيجيات، بل في السعي إلى "الاستراتيجية المثالية". ويقع العديد من المتداولين في هذا الفخ، حيث يطبقون استراتيجيات متعددة تهدر الوقت والمال والفرص.
وقد يؤدي تغيير الاستراتيجيات باستمرار إلى الإحباط والتشكك، وخاصة في الأسواق المالية التي تتسم بعدم اليقين الشديد، حيث تحتاج حتى الاستراتيجيات الاحترافية إلى تعديل مستمر.
أهمية وجود الاستراتيجية للمتداولين:
تم تعريف الاستراتيجية على أنها خارطة الطريق بالنسبة للمتداولين، والتي تساعدهم على تحليل الأسواق وتحديد اتجاهاتها لاتخاذ القرار الأمثل، ومن هنا تبرز أهمية وجود استراتيجية على النحو التالي:
1. الاستراتيجية تحمي من العبثية:
إن عدم اتباع المتداول لأي استراتيجية، سيجعله متخبطا بشكل عام، ومتأثرا بكل ما يحيط به من ضوضاء وشائعات، ليدفع نحو ما يسمى بعبثية التداول، حيث اتخاذ القرارات الخاطئة أو المتضاربة والسريعة أثناء سعي المتداول إما لتحقيق الأرباح أو تخفيض الخسائر.
2. الاستراتيجية تزيد الوعي:
أحد أبرز الفوائد التي تنبثق عن اتباع الاستراتيجية بشكل عام، هي أنها تدفع المتداول لإدراك أهدافه منذ البداية، وتجعله قادرا على تحديد الأداة الأنسب لتحقيق تلك الأهداف، سواء بالتعرف إلى اساسيات التداول والتحليل وما ينطوي عليها من اكتساب من المعارف والثقافة.
3. الاستراتيجية أداة من أدوات إدارة المخاطر:
إن اتباع استراتيجية معينة، وخاصة إذا كانت تتصف بسمات الاستراتيجية الفعّالة، يساهم في تخفيض تعرض المتداول للخسائر، وذلك عبر اتباع القرارات الرشيدة، وهو ما يعد أسلوبا من أساليب إدارة المخاطر.
4. تنمي الاستراتيجيات الاحترافية لدى المتداولين:
إن اتباع استراتيجية ما وتطويرها (بالتعديل أو الاستبدال)، يساهم في تنمية الاحترافية لدى المتداول، نظرا لما يمر به من تجارب وظروف يمكن أن تمثل له درسا مفيدا في اقتناص الفرص أو تخفيض الخسائر التي يمكن أن يتعرض لها.
مفهوم استراتيجية التداول المثلى:
تُعرَّف استراتيجية التداول المثلى عمومًا بأنها أفضل طريقة لتحقيق أقصى قدر من الربح بأقل خسارة، باستمرار عبر ظروف وأوقات مختلفة. ومع ذلك، يتناقض هذا المفهوم المثالي بشكل حاد مع واقع الأسواق المالية، التي تتسم بالتغير المستمر وعدم اليقين بسبب عوامل اقتصادية مختلفة.
لا يمكن لأي استراتيجية واحدة التعامل مع مثل هذه التقلبات دون التطور بمرور الوقت، على سبيل المثال، خلال جائحة عام 2020، تفوقت الأسهم الدفاعية على الأسهم الأخرى، بينما في عام 2022، أدى صعود الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز شركات أشباه الموصلات، وهو ما يسلط الضوء على كيف يمكن لتطورات السوق أن تغير بشكل جذري مشهد التداول، مما يثبت أنه لا توجد استراتيجية تظل مثالية في جميع الظروف..
لماذا يقع الباحثون في فخ الاستراتيجية المثلى؟
على الرغم من إدراك الكثيرين للتغيرات التي تعيشها أسواق المال، والظروف الاستثنائية التي قد تتعرض لها، إلا أن بعض المتداولين يصر على البحث عن إيجاد الاستراتيجية الأمثل والطريقة الأفضل للتداول، بهدف اتباعها بشكل دائم، وهو ما يمكن أن يكون له أسباب إما شخصية أو نفسية أو أسباب خارجية، وفيما يلي أبرز تلك الاسباب:
- البحث عن الراحة: حيث يسعى المتداولون وخاصة المبتدئين إلى البحث عن الربح السريع والمريح، دون محاولة لبذل أي عناء في ذلك.
- انخفاض الثقة: يفتقد المتداولون وتحديدا المبتدئين، إلى الخبرة في التداول، أو تنقصهم المعلومات أو الخلفية العلمية حول هذه الاسواق، وهو ما يقودهم إلى استخدام استراتيجيات لمتداولين آخرين يعتقدون بأنهم أفضل منهم خبرة.
- المعتقدات الخاطئة: بعض المتداولين يدخلون إلى السوق ولديهم أفكار ومعتقدات مسبقة خاطئة، حول أن هذا السوق ليس للبسطاء وإنما للمحترفين، وهو ما يجعلهم غير قابلين لتعلم الأساسيات التي تمكّنهم من فهم الاستراتيجية وبنائها وتعديلها لاحقا.
- الضوضاء الخارجية: بعض المتداولين يقعون في فخ المحتالين الذي يقومون بالترويج لاستراتيجيات فعّالة بوسائل مختلفة (ارجع لمقالة اكتشاف الإعلانات غير الواقعية)
- الإحباط: بعض المتداولين الذين يقومون ببناء استراتيجات ويتعرضون للخسائر، إما لعدم فعالية استراتيجيتهم أو اكتمالها أو لظروف خارجة عن الإرادة، يصابون بالإحباط ويندفعون للبحث عن الاستراتيجيات الأمثل لاتباعها والتي تكون في هذه الحالة بهدف تعويضهم عن الخسائر الماضية.
استراتيجية التداول المثالية! لماذا تعد أسطورة؟
على الرغم من أن بعض استراتيجيات المحترفين قد تسير بشكل جيد لوقت معين، إلا أنها قد تتعرض لانتكاسة نتيجة ظروف لا يمكن التحكم بها، سواء فيما يتعلق بالأداة، أو طريقة التداول، أو السوق نفسه، أو الاقتصاد العالمي، أو حتى المتداول نفسه (سواء على صعيد حجمه المالي أو على صعيده الشخصي البحت).
بل إن مفهوم "الاستراتيجية المثالية" يعد تبسيطا مفرطا من قبل المتعاملين للبيئة المعقدة والمتداخلة التي تعيشها مختلف الأسواق المالية، حيث يفترض وجود استراتيجية مثالية واحدة تجاهل الفروق الدقيقة أو المستجدات التي قد تقلب المشهد الاقتصادي رأسا على عقب.
الطريقة الأفضل لاستراتيجيات تداول أمثل!
بعد استعراض مفهوم الاستراتيجيات وأهميتها، وشرح مفهوم استراتيجيات التداول الأمثل وما يحيط بها من تناقضات وأساطير، تزداد الحاجة إلى استعراض الطريقة الأفضل لإيجاد الاستراتيجيات أو بنائها، واتباعها بالشكل الذي يحقق أفضل النتائج.
وفيما يلي بعض أبرز النصائح التي يمكن أن تساهم في زيادة فعالية استراتيجيات التداول بشكل عام!
1. جد الاستراتيجية وطورها!
إن البحث عن أو بناء استراتيجية تداول معينة يعد أمرا ضروريا ولا مفر منه، ولكن تطوير تلك الاستراتيجية للحد من مساوئها أو زيادة فعاليتها، يعد مفتاح السر في أي استراتيجية.
2. الانضباط أهم جزئية في أي استراتيجية!
يواجه العديد من المتداولين الخسائر رغم امتلاكهم للاستراتيجيات، بل إنهم قد يتعرضون للخسائر رغم احترافية تلك الاستراتيجية، وهو الأمر الذي يحدث لسبب يتعلق بالانضباط والالتزام الحقيقي والدائم قدر الإمكان بكل تفاصيل الاستراتيجية التي يتم تحديدها من قبلهم.
3. اصنع روتين التداول والتزم به:
قيام المتداول بتحديد روتين تداول يومي محدد بشكل صارم، يساعده على اتباع الاستراتيجية التي اختارها، وذلك من خلال تحديد الوقت، وآلية متابعة الأخبار، وطريقة التحليل للأسواق والمؤشرات، ومراجعة الخطة والنتائج، ومعرفة الظروف المحيطة قدر الإمكان، بل إن ذلك يساهم في زيادة الانضباط ورفع مستوى الهدوء لدى المتداول.
4. واقعية اختيار وبناء الاستراتيجية:
إن وضع الاستراتيجية العقلانية، مفيد جدا في التطبيق وتقبل كل ما يمكن أن يحدث أثناء التنفيذ، بل ويساهم في فهم الأخطاء أو العثرات أو المفاجأت التي يمكن أن تتعرض لها هذه الاستراتيجية بهدف تطويرها أو استبدالها.
5. استخدام التكنولوجيا:
إن استخدام التكنولوجيا وتحديدا المتقدم منها في بناء أو تطوير استراتيجيات التداول اصبح ممكنا ومتاحا، ولكن بشرط أن يتم ذلك بعد الفهم العميق أو اللجوء إلى الخبراء الحقيقيين الذين يمكنهم مساعدتك في استخدام تلك التكنولوجيا في استراتيجيات التداول الواقعية وليست الاستراتيجيات المثالية.
الخاتمة:
إن وجود استراتيجية أمر ضروري لأي متداول عقلاني، ولكن فكرة "استراتيجية التداول المثالية" غير واقعية في عالم من عدم اليقين والتغيير المستمر. يجب على المتداولين فهم استراتيجيات التداول والانخراط في التعلم المستمر لتجنب القرارات العاطفية والاندفاعية.
إن مفتاح النجاح لا يكمن في الاستراتيجية المثالية، بل في كيفية تكيف المتداول وتصرفه عند تطبيقها، وتعديل الاستراتيجية بناءً على ظروف السوق أو الظروف الشخصية.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.