الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة: الاستفادة من الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين

مجدي نوري
مجدي نوري
calendar
5 ديسمبر, 2024
header background

الكلمات الرئيسية:

• لقد فتحت الحرب التجارية المحتملة بين الصين وأمريكا الباب أمام التوترات بشأن المعادن النادرة أو الهامة.

• تبذل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة جهوداً كبيرة في مجال المعادن الحيوية ذات الأهمية للصناعات المتقدمة.

• يمكن أن تمثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة حلاً في سلاسل توريد هذه المعادن للعديد من الشركات، وخاصة شركات السيارات الكهربائية.

 

تمهيداً للحرب التجارية المقبلة بين الولايات المتحدة والصين:

قد تجد كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة فرصة فريدة لتعزيز قدراتهما في أمر حيوي للغاية فيما يتعلق بالصناعات، بسبب الحرب التجارية المحتملة بين الولايات المتحدة والصين.

منذ فوز ترامب برئاسة الولايات المتحدة في نوفمبر الماضي، اصطدمت الصين بأمرين:

- تصريحات الرئيس ترامب بشأن رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية بنسبة 60%.

- إعلان حظر شركات الرقائق التكنولوجية الصينية من قبل الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة بايدن.

 

وبعد يوم من إعلان إدارة بايدن، أعلنت الصين أنها ستحظر تصدير المواد المتعلقة بالجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون والمواد عالية الصلابة إلى الولايات المتحدة.

لكن مراقبي الصناعة أشاروا مؤخرًا إلى أن هذا قد يمنح كلاً من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ميزة واضحة في المعادن الحيوية، سواء من حيث الموارد أو الموقع أو الجهود.

 

أولاً: موقف السعودية:

بذلت المملكة العربية السعودية جهودًا كبيرة في مجال المعادن المهمة، بطريقة يقول المحللون إنها قد تعيد رسم سلاسل التوريد الإقليمية والعالمية لصناعة التعدين.

وقال مراقبون:"تبذل المملكة العربية السعودية جهودًا حثيثة لتعزيز المعالجة المحلية لهذه المعادن، وهي مواد مطلوبة للصناعات الاستراتيجية في أي بلد يوجد فيه خطر انقطاع الإمدادات".

وتشمل هذه المعادن:

- الليثيوم ضروري لصنع البطاريات.

- البلاتين المستخدم في خلايا الوقود.

- بالإضافة إلى النحاس والبوكسيت المادة الخام للألمنيوم.

 

ويمكن للسعودية أن تستفيد من عدة أمور لتعزيز مكانتها في هذا المجال المهم جداً في الوقت الحاضر، أهمها:

- تصاعد المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، مما سيخلق فرصة تنافسية للسعودية.

- مصادر الطاقة وفيرة ورخيصة الثمن.

- الموقع الجغرافي المهم للمملكة العربية السعودية على مفترق طرق التجارة العالمية.

 

كما تبذل المملكة جهودًا كبيرة لتحقيق مرونة سلسلة التوريد العالمية منذ عام 2022، من خلال شركة منارة للمعادن، وهي مشروع مشترك بين شركة التعدين السعودية المملوكة للدولة "معادن" وصندوق الاستثمارات العامة.

 

ولتطوير مصاهر ومصافي النحاس والزنك والبلاتين والبلاديوم، وقعت المملكة العربية السعودية شراكات بقيمة تزيد عن 9 مليارات دولار في نهاية نوفمبر 2024 مع:

- شركة التعدين الهندية فيدانتا.

- مجموعة Zijin للتعدين في الصين.

- مجموعة معادن البلاتين في كندا

وكل هذه الجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية ستدعمها الموارد المحلية من المعادن المهمة مثل النحاس والذهب والزنك، والتي تسعى المملكة إلى معالجتها بشكل فعّال.

 

ثانية. موقف الإمارات:

ولدى الإمارات طموحات في هذا المجال، حيث تجري شركة أبوظبي العالمية القابضة، من خلال شركتها التابعة إنترناشيونال ريسورس هولدينغ، محادثات للاستحواذ على حصة في شركة ألفامين، وهي شركة كندية لها مصالح كبيرة في القصدير في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

كما قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بحملة تسوق كبيرة للمعادن الحيوية، حيث استخرجت النحاس في بيرو، والليثيوم في زيمبابوي، والتنتالوم في كينيا، والبوكسيت في باكستان.

أما بالنسبة للصين، اللاعب الرائد في صناعة المعادن الحيوية، والتي تمثل 85٪ من الطاقة المعالجة لهذه المعادن في العالم، فإن المملكة العربية السعودية تتمتع بعلاقات جيدة معها.

ويمكن للسعودية استغلال هذه العلاقة باستخدام التكنولوجيا والخبراء والخبرات الصينية.

 

الخاتمة:

وقد تستفيد كل من السعودية والإمارات في هذا المجال من خلال ما ذكر أعلاه، واستغلال التوترات بين العملاقين الأمريكي والصيني وما ستؤدي إليه الحرب التجارية الأمريكية الصينية في هذا المجال تحديدًا، وهو ما قد يمثل بالنسبة للدولتين الخليجيتين قدرة هائلة على تأمين احتياجات شركات السيارات العملاقة مثل فولكس فاجن أو جنرال موتورز وغيرها، وتحديداً فيما يتعلق بما تحتاجه السيارات الكهربائية وبطارياتها.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.