الانتخابات الأمريكية 2024 وأداء الذهب
يعد عدم اليقين إحدى السمات الأساسية المتعلقة باختيار الرئيس الأمريكي الجديد، وذلك لاختلاف المنهجيات التي يتبعها كل طرف وتنوع سياساته الاقتصادية؛ ووفق هذا الوضع قد تتحول التساؤلات إلى الأصول التي قد تزدهر في مثل هذه الظروف، ويأتي الذهب في مقدمة تلك الأصول التي تزدهر في ظل الاضطراب وعدم اليقين.
وفيما يلي محاولة لدراسة أداء الذهب في ضوء الانتخابات الأمريكية السابقة، وتحديداً في جولتيها 2016 و2020، بهدف التنبؤ بأداء الذهب بشكل عام خلال الانتخابات، والتنبؤ بأداء الذهب من منتصف أكتوبر وحتى موعد إجراء الانتخابات في 5 نوفمبر من العام الجاري.
قبل دراسة وضع الانتخابات الأمريكية السابقة بالأرقام، تجدر الإشارة إلى ما أشارت إليه بيانات مجلس الذهب العالمي حول الانتخابات الأمريكية وأسعار الذهب تاريخياً، حيث خلصت نتائج ملاحظات المجلس إلى أن الذهب يميل إلى أداء أقل من أداءه على المدى الطويل متوسطه في الفترة المحيطة بالانتخابات الأمريكية، والتي أكد المجلس أنها نتائج غير ملزمة، بالنظر إلى العوامل الأساسية المحيطة بالذهب.
بل وتوصل المجلس إلى استنتاجات بشأن أداء الذهب بحسب الرئيس المنتخب بحسب الحزب الذي ينتمي إليه، على النحو التالي:
- أداء الذهب أفضل بعد ستة أشهر من انتخاب رئيس جمهوري ويظل مستقرا في الفترة التالية للانتخابات.
- يميل الذهب إلى الأداء الضعيف بالنسبة لرئيس ديمقراطي، ويكون أداؤه أقل من متوسطه في الأشهر الستة التالية للانتخابات.
وفيما يلي سنتناول الانتخابات الأمريكية والذهب خلال الانتخابات منذ بداية هذا القرن
أعوام الانتخابات الأمريكية | بداية العام | بعد شهر من الإعلان | التغيير (%) |
2000 | 280 | 271 | -3% |
2004 | 396 | 456 | 15% |
2008 | 833 | 833 | 0% |
2012 | 1560 | 1673 | 7% |
2016 | 1060 | 1170 | 10% |
2020 | 1500 | 1760 | 17% |
2024* | 2000 | 2670 | 34% |
* السعر في نهاية سبتمبر 2024.
يميل الذهب بشكل عام إلى الارتفاع خلال عام الانتخابات الأمريكية، لكن هذه ليست قاعدة عامة تتعلق بالانتخابات فقط، وذلك بسبب العوامل الأساسية الخاصة بكل مرحلة من مراحل الانتخابات. لفهم ما حدث في تلك الانتخابات، كان لا بد من دراسة وضع مؤشر سوق الأسهم ممثلاً بمؤشر S&P 500، ومؤشر الدولار الأمريكي، وأسعار الفائدة المفروضة على الدولار، وأبرز الأوضاع الاقتصادية في كل من هذه الانتخابات. سنوات الانتخابات الماضية.
Year’s US election | S&P500 | DXY (USD INDEX) | INTEREST RATE | |||||
Beginning of the year | After month of announcement | Change (%) | Beginning of the year | After month of announcement | Change (%) | Beginning of the year | After month of announcement | |
2000 | 1350 | 1297 | -4% | 98.5 | 114 | 16% | 5.75% | 6.50% |
2004 | 1106 | 1190 | 8% | 85 | 85 | 0% | 1.25% | 2.25% |
2008 | 1273 | 748 | -41% | 77 | 78 | 1% | 3.50% | 0.25% |
2012 | 1256 | 1435 | 14% | 82 | 78 | -5% | 0.25% | 0.25% |
2016 | 1810 | 2218 | 23% | 98 | 104 | 6% | 0.50% | 0.75% |
2020 | 3210 | 3623 | 13% | 96 | 89 | -7% | 1.75% | 0.25% |
2024 | 4677 | 5821 | 24% | 101 | 103 | 2% | 5.50% | 5% |
ويمكن ملاحظة ما يلي بالنسبة لكل انتخابات:
- 2000:
عام أزمة الدوت كوم، والتي اندلعت فيما بعد بشكل واضح في عام 2001، وهو ما يفسر تراجع مؤشر الأسهم الأمريكية كما هو موضح أعلاه، ورغم هذه الأزمة والانتخابات التي جرت في ذلك العام، فإن ارتفاع أسعار الفائدة في ذلك الوقت لم يفعل ذلك لا تسمح للذهب بالارتفاع بشكل ملحوظ.
- 2004:
شهد هذا العام انخفاض أسعار الفائدة بسبب الأزمة المالية السابقة (أزمة الدوت كوم)، ومع أسعار الفائدة المنخفضة هذه استفادت أسواق الأسهم والذهب على السواء.
- 2008:
حدثت خلال هذا العام الأزمة المالية العالمية، وكانت خلالها الأسواق بكافة أشكالها في حالة تراجع، أبرزها أسواق الأسهم التي فقدت أكثر من ثلث قيمتها، فيما استقرت أسواق الذهب استعدادا للصعود. في العام التالي، والذي استمر حتى عام 2011، حيث وصل إلى أعلى مستوياته في ذلك الوقت بسبب الانخفاض الكبير والسريع في أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها (من 5.5% إلى 0.25%).
- 2012:
ويعتبر هذا العام عام عودة النشاط الاقتصادي وارتفاع المعنويات فيما يتعلق بالخروج من الركود الاقتصادي وعلاج الأزمة المالية العالمية عام 2008، لذا يمكن ملاحظة ارتفاع أسواق الأسهم بمقدار الضعف. وارتفعت أسواق الذهب التي استفادت بدورها أيضاً من انخفاض أسعار الفائدة، فيما استفادت من اقتراب موسم الانتخابات بملاحظة ارتفاع الأسعار بنسبة 13% بعد النصف الأول من ذلك العام وحتى قبل شهر من الانتخابات الأمريكية حينها. .
آخر انتخاباتين أمريكيتين والذهب:
أما الفترتان الانتخابيتان 2016 و2020، فقد تكونا الأكثر غموضاً، نظراً لما حدث فيهما، من حيث انتخاب كل من دونالد ترامب وهيلاري كلينتون في (2016)، ودونالد ترامب وجو بايدن في (2020). ).
ويمكن ملاحظة ذلك في الشكل التالي:
الانتخابات الأمريكية 2024 والذهب (الشكل 1): ارتفاع الذهب منذ بداية العام حتى أغسطس من عام الانتخابات 2016
الانتخابات الأمريكية 2024 والذهب (الشكل 2): ارتفاع الذهب منذ بداية العام حتى أغسطس من عام الانتخابات 2020
بناءً على الرسوم البيانية أعلاه يمكن ملاحظة أن الحركة الصعودية للذهب إما مستمرة كما في عام 2020، أو زيادة كما في عام 2016، على أن ينتهي الأداء السعري الصعودي قبل أشهر قليلة من موعد الانتخابات.
لكن تجدر الإشارة إلى أن الفائدة على الدولار كانت منخفضة نسبياً في تلك الأعوام التي تزامنت مع انعقاد هاتين الجلستين، وهو ما يؤدي تقليدياً إلى ارتفاع أسعار الذهب.
الانتخابات الأمريكية 2024 والأداء الذهبي:
أما بالنسبة لانتخابات 2024 والتي تنتهي بواحدة من أكثر الانتخابات الأمريكية اضطرابا، فيمكن الإشارة إلى أن الذهب استمر في التماسك والارتفاع بنحو 25%، ولم يسلك مسارا نزوليا قبل الانتخابات كما حدث في الدورتين تمت دراستها سابقاً، وذلك للأسباب التالية التي أشار إليها العديد من المحللين:
- استمرار الصراعات في الشرق الأوسط.
- عدم الوضوح بشأن مدى التراجع السريع للتضخم في الاقتصاد الأمريكي، حيث يبلغ 2.4% قبل الانتخابات وقبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في 7 نوفمبر المقبل.
- أسواق الأسهم تنتظر بيانات مالية أكبر من المتوقع، خاصة من الشركات العملاقة التي ستمتد حتى بعد الانتخابات، مثل إنفيديا في 19 نوفمبر.
- التوترات التجارية بين أمريكا وأوروبا من جهة والصين من جهة أخرى، مما قد يؤثر على مسار الاقتصاد العالمي بشكل أو بآخر خلال عام 2025.
- غموض موقف الاقتصاد الصيني من حيث النمو المنشود وعدم وضوح حزم التحفيز الحكومية الصينية لتحفيز الاقتصاد الصيني الذي يعد المصنع الأول للاقتصاد العالمي.
بناءً على البيانات المذكورة أعلاه، تظهر أسواق الذهب في كل مرة تأثيرًا كبيرًا على البيانات الاقتصادية بشكل أكثر وضوحًا، وذلك بسبب العلاقة المباشرة بين الأزمات وأسعار الذهب، أو وفقًا للعلاقة العكسية بين أسعار الذهب وأسعار الفائدة.
وبناء على ما سبق، فإن الأسواق قد تكون على موعد مستمر إما للاستقرار أو الاستمرار في الارتفاع، حتى لو ظهرت نتائج الانتخابات، وتحديداً في ظل سيناريوهين أساسيين:
- استمرار أو زيادة حدة التوترات الجيوسياسية.
- انتكاسة كبيرة في البيانات الاقتصادية التي تدعم خفض سعر الفائدة الفيدرالي، مثل ارتفاع التضخم، أو تدهور البيانات الاقتصادية في سوق العمل، مما يؤثر بدوره سلباً على الأسهم.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.