السلع

نظرة شاملة على الذهب قبل الانتخابات الأمريكية وبعدها

ايزلا ديسموند ايبوكا
ايزلا ديسموند ايبوكا
calendar
20 نوفمبر, 2024
header background

 

  • المحركات الرئيسية لأسعار الذهب في الآونة الأخيرة
  • الرؤية الفنية
  • الخاتمة 

كانت معنويات السوق حذرة ومالت نحو تجنب المخاطرة في الفترة التي سبقت الانتخابات الأمريكية. وباعتباره أحد أصول الملاذ الآمن، اجتذب الذهب اهتمامًا كبيرًا من المشاركين في السوق خلال هذه الفترة. وساهم هذا الطلب المتزايد في الارتفاع الملحوظ في أسعار الذهب، وبلغت ذروتها بأعلى مستوى لها على الإطلاق قبل أيام قليلة من الانتخابات.

في أعقاب الانتخابات الأمريكية ومن بين الأساسيات الأخرى، سجل المعدن الأصفر أدنى مستوى له خلال شهرين ليتم تداوله حول 2536 دولارًا في 14 نوفمبر 2024، وهو ما يعني انخفاضًا بنسبة 9.05٪ تقريبًا من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 2790 دولارًا. ومع ذلك، حتى وقت كتابة هذا التقرير، يرتد المعدن الثمين حول مستوى 2629 دولارًا أمريكيًا، وهو ما يشير إلى زيادة أسبوعية بنسبة 2.90٪، وذلك خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء 20 نوفمبر 2024. ويعود هذا الارتداد بشكل رئيسي إلى ضعف الدولار مؤقتًا وزيادة التوتر بين البلدين روسيا وأوكرانيا.

المحركات الرئيسية لأسعار الذهب في الآونة الأخيرة:

فيما يلي بعض العوامل التي شكلت أسعار الذهب في الآونة الأخيرة:

تزايد التوتر بين روسيا وأوكرانيا: على غرار ما شهدناه قبل الانتخابات الأمريكية، تبنت الأسواق موقف تجنب المخاطرة هذا الأسبوع بعد موافقة الرئيس الروسي بوتين على العقيدة النووية المحدثة. وجاء هذا القرار في أعقاب الإذن الأمريكي لأوكرانيا بنشر صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف روسية، مما أدى إلى تفاقم التوترات الجيوسياسية بشكل كبير. ردًا على ذلك، سعى المستثمرون إلى أصول الملاذ الآمن، مما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار الذهب حيث استعاد تفضيله هذا الأسبوع بعد أن سجل أدنى مستوى له خلال شهرين في أعقاب الانتخابات الأمريكية.

قوة الدولار الأمريكي: أدى الارتفاع الكبير الذي شهده الدولار بعد الانتخابات إلى جعل الذهب أكثر تكلفة بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما قلل من جاذبيته وضعف الطلب لمدة أسبوعين تقريبًا حيث أنهما مرتبطان سلبًا. وكان ارتفاع الدولار مدعومًا بالمؤشرات الاقتصادية القوية والنهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن تخفيضات أسعار الفائدة. وارتفع مؤشر الدولار ليصل إلى أعلى مستوى خلال عام واحد عند 107.00 في 14 نوفمبر 2024 قبل أن ينخفض ​​إلى 106.113.

معنويات ما بعد الانتخابات (الهروب إلى الأسهم وفئات الأصول الأخرى): في أعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أدى تفاؤل المستثمرين المتزايد إلى تحويل التركيز بعيدًا عن أصول الملاذ الآمن مثل الذهب نحو الأسهم والاستثمارات الأخرى ذات المخاطر العالية. وكانت هذه الرغبة المتزايدة في المخاطرة مدفوعة بتوقعات السياسات الداعمة للأعمال في عهد الرئيس المنتخب، بما في ذلك التخفيضات الضريبية المحتملة، ودعم الأصول الرقمية وغيرها من التدابير الاقتصادية المتوقع أن تعزز ربحية الشركات والنمو الاقتصادي.

توقعات أسعار الفائدة: ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الأصول غير ذات العائد مثل الذهب، مما يدفع المستثمرين نحو البدائل التي تولد عوائد، مثل الأوراق المالية التي تحمل فائدة. على الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي خفض أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس خلال الاجتماعين الأخيرين للسياسة، إلا أن التوقعات بإجراء مزيد من التخفيضات مؤقتة بسبب الضغوط التضخمية المستمرة والبيانات الاقتصادية القوية، مما يشير إلى وجود مجال محدود لمزيد من التيسير النقدي.

الرؤية الفنية

شهد زوج XAU/USD انخفاضًا بنسبة 9.05٪ تقريبًا بعد أن وصل إلى مستوى قياسي عند 2,790 دولارًا أمريكيًا، ليتم تداوله عند 2,536 دولارًا أمريكيًا يوم الخميس الموافق 14 نوفمبر 2024. وانخفض السعر بشكل ملحوظ في أعقاب الانتخابات الأمريكية، وخفض سعر الفائدة الفيدرالي، والخوف من التضخم، وغيرها. ويرتد المعدن الأصفر حاليًا من أدنى مستوى له خلال شهرين في أعقاب تراجع الدولار هذا الأسبوع والتوترات من روسيا وأوكرانيا.

وبدراسة أحدث حركة للسعر، فقد خرج السعر من القناة، حيث يعمل خط الاتجاه الأحمر كمقاومة، ويحوم الآن بالقرب من 2629 دولارًا. يتوقع المحللون الفنيون ارتدادًا طفيفًا نحو 2615 دولارًا و2582 دولارًا قبل الارتفاع الصعودي التالي، مع أهداف محتملة حول 2666 دولارًا و2693 دولارًا. على العكس من ذلك، إذا انخفض السعر إلى ما دون 2,582 دولارًا، فإن الهدف المحتمل التالي هو حوالي 2,534 دولارًا. ولا يمكن استبعاد المزيد من الاختراق إلى ما بعد هذه المستويات.

 

الشكل 1، بقعة الذهب Trading view ،1H  

الخاتمة:

على الرغم من ضغوط ما بعد الانتخابات على المعدن الأصفر، إلا أن الطلب على الذهب على المدى الطويل لا يزال مرنًا، مدعومًا بوضعه كأصل ملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي ومخاطر التضخم المستمرة. يمكن أن تتغير ديناميكيات السوق بسرعة، كما ظهر هذا الأسبوع عندما انتعشت أسعار الذهب من أدنى مستوى لها خلال شهرين في 14 نوفمبر. وكان هذا الانتعاش مدفوعاً بضعف الدولار الأمريكي، حيث أوقف مؤشر الدولار ارتفاعه الأخير وتصاعد التوترات الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا، مما أدى إلى إحياء الطلب على الذهب كأصل وقائي. وتؤكد هذه العوامل الدور الدائم الذي يلعبه الذهب كوسيلة للتحوط في الأوقات المتقلبة.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.