العقود مقابل الفروقات هي منتجات ذات رافعة مالية تنطوي على درجة عالية من المخاطر. اكتشف المزيد
أسواق الأسهم الأوروبية 2025: احتمالات انتعاشها
- شهدت أسواق الأسهم الأوروبية أداء باهتا للعام 2024، وذلك للعديد من الأسباب الاقتصادية والجيوسياسية والسياسية الداخلية، والتي دفعت المحللين إلى تخفيض توقعاتهم بتحسن أدائها لعام 2025.
- مقارنة بأداء أسواق الأسهم العالمية بشكل عام والأميركية بشكل خاص، يلاحظ أن هناك ارتفاع في الفجوة بأكبر مستوى منذ عقدين تقريبا.
- هناك بعض الاعتبارات التي إن حدثت فإنها قد تمثل فرصة للاستثمار في أسواق الأسهم الأوروبية، والتي يجب مراقبتها بحرص شديد لانتهاز أي فرصة محتملة في العام 2025.
مقدمة:
تعيش الأسهم الأوروبية في ظل أداء متراجع سواء على الصعيد العام، أو على صعيد المقارنة بالأسواق الأميركية، وهو ما جاء مدفوعا بالعديد من الأسباب، الاقتصادية منها والجيوسياسية، إضافة إلى الاضطرابات الداخلية لدى العديد من الدول وأبرزها عمالقة أوروبا (فرنسا وألمانيا).
وعلى الرغم من تمكن البنك المركزي الأوروبي من أن يكون أحد البنوك الرئيسية التي استطاعت هزيمة التضخم، حينما انخفض إلى 1.7% خلال الربع الرابع من العام 2024، وهو ما مكنها من تخفيض أسعار الفائدة إلى مستويات 3% في الاجتماع الأخير لهذا العام، إلا أن نفس المخاطر ما زالت تحوم حول الاقتصاد الأوروبي، بل ويمكن أن تنضم لهم المخاطر المحتملة بسبب مخاوف التعريفات الجمركية الأميركية. (1)
أسواق الأسهم الأوروبية: الواقع والتحديات!
قبل الحديث عن التوقعات العامة للاقتصاد الأوروبي، فإنه لابد من استعراض الوضع الراهن لأسواق الأسهم الأوروبية خلال عام 2024، وتحديدا حتى شهر نوفمبر الماضي.
فعلى صعيد مؤشر MSCI Europe وهو المؤشر الذي يمثل الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة والمتوسطة عبر 15 دولة من الأسواق المتقدمة في أوروبا، والذي يغطي ما يقرب من 85% من القيمة السوقية المعدلة للأسهم الحرة في جميع أنحاء أسواق الأسهم المتقدمة الأوروبية، فإنه يمكن ملاحظة الفجوة الكبيرة في أداء المؤشر التراكمي الأوروبي مقارنة بالمؤشرات العالمية بشكل عام، ومؤشر MSCI ACWI الذي يمثل الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة والمتوسطة في 23 دولة من الأسواق المتقدمة و24 دولة من الأسواق الناشئة. (2)
ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الرسم البياني التالي:
وعلى صعيد مؤشر stoxx50، وهو المؤشر الذي يقيس أداء سوق الأسهم الأوروبي، والذي يضم 50 من أكبر الشركات في منطقة اليورو ويعد من أبرز مؤشرات الأسهم في أوروبا، فإننا يمكن ملاحظة أنه قد نما بنسبة 10% تقريبا منذ بداية 2024 وحتى شهر نوفمبر من نفس العام. (3)
وعلى الرغم من هذه الأداءات المتراجعة والمخاوف التي تحيط بالاقتصاد الأوروبي، إلا أن هناك بعض المؤشرات الإيجابية الجانبية، حيث ارتفع مؤشر الأسهم الألماني DAX منذ بداية العام 2024 وحتى نوفمبر بنسبة 21.25%. (3)
أيضا، ارتفع مؤشر MSCI الواسع للأسهم الأوروبية القارية، بنسبة 4.6% هذا العام، بينما ارتفع مؤشر أمريكي مماثل، بنسبة 29%، مدفوعا ذلك بأداء ثورة الذكاء الاصطناعي التي قادت شركات تكنولوجيا إلى الوصول إلى أرقام قياسية تاريخية. (4)
أما على صعيد اليورو، فقد انخفض أمام الدولار بنحو 4% وذلك بدفع من العديد من الأخبار والإشارات لاحتمالية انخفاض اليورو نفسه لأقل من دولار واحد، فيما يذكر بما كان عليه الوضع منتصف عام 2022. (3)
وفيما يتعلق بالمؤشرات الاقتصادية الأوروبية التي تلقي بظلالها على أسواق الأسهم، فإنه يلاحظ استمرار ضعف الإنتاجية، وارتفاع الفجوة بينها وبين الإنتاجية الأميركية، إضافة إلى استمرار ضعف الاستثمار وانخفاض الاستهلاك وارتفاع معدل الإدخار الأوروبي. (5)
الأسواق الأوروبية 2025: نظرة مستقبلية مختلفة
مع الأخذ بعين الاعتبار كافة التحديات التي ما زالت تحيط بالاقتصاد الأوروبي بشكل عام، سواء على صعيد التوترات الجيوسياسية، أو الاصطدام بالتعريفات الجمركية، إلا أن العديد من المحللين باتوا يشيرون إلى احتمالية أن يتمكن المستثمرون من انتهاز بعض الفرص عبر البحث والعثور على صفقات جيدة مستقبلية.
أما عن أبرز الأسباب التي يمكن أن يتخذها المحللون أثناء توقعهم لتحسن أسواق الأسهم الأوروبية فهي على النحو التالي:
1. أداء السوق الأميركي التاريخي:
بينما كانت أسواق الاسهم الأوروبية تؤدي الأداء المرتبك خلال عام 2024، كانت اسواق الأسهم الأميركية تخترق مستويات تاريخية قياسية تفوق متوسط 20%. (3)
إلا أن التحسن الذي طال السوق الأميركي بمؤشراته الثلاثة، كان برهانات مرتفعة من قبل المستثمرين والمراقبين على قطاع التكنولوجيا وتحديدا الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشير إلى مخاطر التركز التي تعاني منها أسواق وول ستريت.
وبذلك؛ فإنه وفي حالة تراجع أداء الأسهم الأميركية لسبب أو لآخر، وهو ما يسمى بالتصحيح، كأن يعود شبح التضخم للارتفاع بشكل يدفع الفيدرالي للتمسك بالفوائد مرتفعة، أو كأن يطال قطاع الذكاء الاصطناعي بعض القصور أو التهديدات، فإن ذلك قد يمثل فرصة لاندفاع المستثمرين للبحث عن بدائل رخيصة، والتي قد تتمثل في الأسهم الأوروبية.
2. مخاطر السياسات المالية الخاصة بترامب:
عديدة هي التحليلات التي تشير إلى خطورة السياسات المالية التي قد يتخذها ترامب في فرض التعريفات الجمركية، التي قد تطال أوروبا بمستويات إضافية تتراوح بين 10-20%، وهو ما قد يقود لارتفاع التضخم الأميركي عبر بوابة غلاء أسعار ما يردها من بضائع سواء من الصين أو الشريك التجاري الأبرز لأميركا وهو الجانب الأوروبي، الأمر الذي سيقود إلى بقاء الفوائد على الدولار مرتفعة.
ولأن تكاليف الاقتراض لدى الجانب الأوروبي تعد منخفضة مقارنة بالجانب الأميركي، فإن ذلك قد يمثل فرصة للاستثمار في الأدوات الاستثمارية الرخيصة (الأسهم الأوروبية في هذه الحالة).
3. تحسن الاقتصاد الصيني:
منذ سبتمبر من العام 2024، قامت الصين بالعديد من إجراءات التحفيز لتنشيط اقتصادها، ودفعه إلى تحقيق النمو المستهدف المتمثل بنسبة 5%.
ومع قيام موديز للتصنيف الائتماني برفع توقعات نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين في عام 2025 إلى 4.2% من 4.0%، فإن هذه الأخبار قد تعد جيدة بالنسبة للسوق الأوروبي. (6)
حيث تمثل الصين أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي على صعيد الواردات بنحو 46 مليار يورو في يوليو، ليعني ذلك احتمالية تنشيط في الحركة الاقتصادية الأوروبية، خاصة لما تعنيه الصين سواء من حيث الحجم أو الأهمية لقطاعات اقتصادية بعينها، كقطاع المركبات الكهربائية، وقطاع التكنولوجيا من حيث الطلب والمعادن النادرة التي يتطلبها هذا القطاع المهم، إلى جانب قطاع السلع الفاخرة التي والسلع الفاخرة التي ستستفيد إذا خفت حدة تباطؤ الصين. (7)
4. انخفاض التوترات السياسية في أوروبا:
على الرغم من المشاكل السياسية لدى كل من فرنسا وألمانيا، إلا أن أية فرصة لحل المشاكل في هذين البلدين اللذين ما زالا يمثلان العصب الحيوي للاقتصاد الأوروبي، سيقود نحو تحسن المزاج الاستثماري.
حيث إنه من المتوقع ان تجري ألمانيا انتخابات مبكرة في فبراير بعدما انهار الائتلاف الخاص بالمستشار الالماني أولاف شولتز، إلى جانب أنه قد يقوم الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون باختيار الحكومة الجديدة التي يمكن أن تعالج المشاكل الخاصة بالميزانية.
في النتيجة؛
وبناء على ما تقدم من أسباب محتملة، فإن المستثمرين قد يمتلكون الفرصة السانحة للاستثمار في الأسهم الأوروبية الرخيصة والتي تقدم بخصم جيد في الوقت الحالي.
كما أن هناك العديد من الاسباب التي قد تمثل دعما آخرا لتوجه المستثمرين نحو سوق الأسهم الأوروبية، كقرارات الفريق الاقتصادي الجديد الخاص بترامب والذي قد يقوم بتطبيق السياسات المالية الخاصة بترامب على نحو متدرج وليس دفعة واحدة بشكل يلحق الأذى الكبير بالاقتصاد الأوروبي على العموم.
إضافة إلى ذلك، فإن مراقبة المؤشرات الاقتصادية، سواء الأوروبية أو الأميركية، بشكل مكثف ودقيق، يعد ضرورة لتحديد التوقيت المناسب، لانتهاز أي فرصة استثمارية قد تلوح في أفق الأسواق الأوروبية.
المصادر:
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.