العقود مقابل الفروقات هي منتجات ذات رافعة مالية تنطوي على درجة عالية من المخاطر. اكتشف المزيد
الأسواق المالية : أهم الأحداث وما هو قادم 21-28/10/2024
مقدمة:
في تقريرنا الحالي " الأسواق المالية " سنناقش العديد من الامور، الخاصة بالاقتصاديات الرئيسية، وخاصة تلك المختصة بالمعادن النفيسة، وغيرها من الأمور التي تأثرت بالعديد من المؤشرات والمتغيرات والبيانات الاقتصادية.
كان الأسبوع الماضي اسبوعا رائعا للمعادن النفيسة، إذ ارتفع الذهب إلى قمة تاريخية غير مسبوقة، ومعه أيضا ارتفعت أسعار الفضة إلى مستويات سعرية لم تشهدها الأسواق منذ عام 2012، وذلك بدفع من توجهات البنوك المركزية نحو تخفيضات أعمق على الفوائد من جانب، والأخبار عن تنشيط الصين لاقتصادها عما قريب من جانب آخر.
فيما تنفس الاقتصاد الياباني الصعداء نتيجة انخفاض التضخم لديه لأول مرة منذ خمسة شهور، ما قد يعطي للمسؤولين اليابانيين ارتياحا حول ضرورة رفع الفائدة بشكل لم يعتده الاقتصاد الياباني منذ عام 1999، حينما نهج المركزي الياباني سياسة الفوائد السالبة لتنشيط الاقتصاد وتشجيع الاستثمار.
أما الاقتصاد الأميركي فقد شهد بياناتٍ اقتصاديةً خفضت من احتمالية توجه الفيدرالي إلى تخفيضات عميقة في الاجتماعات المقبلة، خاصة وأن تلك البيانات تزامنت مع أداء جيد لسوق العمل الأميركية، إضافة إلى نتائج مالية جيدة للشركات التكنولوجية بعد أداءات مميزة لقطاع البنوك الأميركية مدفوعة بإيرادات رسوم الخدمات الاستثمارية والتي قفزت عالميا بنحو 21% خلال الشهور التسعة الأولى من هذا العام وفقا لبيانات Dealogic.
الأسواق المالية والاقتصاديات العالمية:
وفيما يلي أبرز ما حدث لدى الاقتصاديات الرئيسية الكُبرى:
أولا. الاقتصاد الأميركي:
شهد الاقتصاد الأميركي بيانات اقتصادية متباينة، وخطابات لعدة أعضاء من الفيدرالي الأميريكي، والذين أشاروا إلى ضرورة مراقبة التضخم والبيانات الاقتصادية لاتخاذ القرار القادم الخاص بحجم التخفيض على الفوائد، بينما قال بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند إن التحديات التي يواجهها الفيدرالي لإعادة التضخم إلى 2% ما زالت مستمرة.
أما على صعيد نتائج أعمال الشركات، فبعد بيانات مخيبة للآمال من قبل شركة ASML التي كانت قد بدأت الاسبوع تقريبا على نتائج مخيبة للآمال نوعا ما مدفوعة بتوقعات انخفاض الطلب على الرقائق، عادت الحيوية للأسواق المالية بسبب نتائج أعمال شركة TSMC التايوانية لتصنيع الرقائق، ما أعطى السوق المالي إشارات تفاؤلية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي وخاصة لشركة NVIDIA الأميركية، أكبر شركة تصنيع لأشباه الموصلات، وثاني أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم، وذلك بعد انتكاسة بداية الاسبوع إثر تصريح إعلامي للرئيس الأميركي بأنه ينوي الحد من صادرات أشباه الموصلات الأميركية للخارج.
في حين جاءت المؤشرات الاقتصادية لتؤكد صحة الاقتصاد الأميركي؛ حيث ارتفعت مبيعات التجزئة الأميركية بنسبة 0.4% في سبتمبر/أيلول، وهو ما يزيد قليلاً عن المتوقع، في حين انخفضت طلبات البطالة الأسبوعية بشكل غير متوقع وغير واضح بسبب تأثير إعصار هيلين الذي أثر على الوظائف في فلوريدا وأجزاء أخرى من جنوب شرق أميركا، وهي المؤشرات التي ما زالت تدعم التخفيض بمقدار ربع نقطة في الاجتماع المقبل في 7 نوفمبر القادم.
ثانيا. الاقتصاد الأوروبي:
ما زال المركزي الأوروبي يتخذ خطوات مخالفة لنهجه في الفوائد، إذ قام للمرة الثالثة بتخفيض أسعار الفائدة نظرا للتراجع السريع في معدل التضخم الذي انخفض في قراءته الأخيرة إلى 1.7% عن 1.8% التي كانت ظهرت في القراءة الأولى لشهر سبتمبر، ليمثل هذا التخفيضُ أول خفض متتالي لأسعار الفائدة في 13 عاما للبنك الذي اعتاد على إجراء تخفيض واحد في كل ربع تقريبا، وهو ما يعكس حرصا أوروبيا على حماية الاقتصاد من الانزلاق في الانكماش ولتنشيط النمو الاقتصادي بشكل عام.
ثالثا. الاقتصاد الصيني:
ما زالت الصين تعيش في ظل الأخبار الخاصة بحزم التحفيز التي تعلن عنها الحكومة الصينية بهدف تنشيط الاقتصاد ودفعه لتحقيق النمو الاقتصادي حول 5%، حيث ذكرت وسائل إعلامية صينية منتصف الاسبوع الماضي أن الصين قد تجمع 850 مليار دولار أميريكي من سندات الخزانة الخاصة بها على مدار ثلاث سنوات لتحفيز الاقتصاد، فيما أعلنت نهاية الاسبوع عن خطوات تحفيز تتعلق بسوق الأسهم وتسهيلات الاستثمار للوسطاء وشركات التأمين، ومزيد من تحفيز الفوائد.
وعلى الرغم من الأخبار الجيدة نوعا ما عن التحفيز الاقتصادي الصيني، إلا أن البيانات الاقتصادية ما زالت متباينة، إذ تراجع التضخم الاستهلاكي بشكل غير متوقع في سبتمبر/أيلول بينما تعمق انكماش أسعار المنتجين، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي لديها للربع الثالث من 4.7% إلى 4.6% ليمثل الربع الثاني على التوالي على انخفاض المقياس الرئيسي للنمو الاقتصادي للصين، بينما جاءت بيانات الانتاج الصناعي ومبيعات التجزئة أفضل من المتوقع.
رابعا. الاقتصاد الياباني:
انخفضت صادرات اليابان للمرة الأولى في عشرة أشهر في سبتمبر، وهو ما أثار قلق صناع السياسات حول قدرتهم على الخروج من السياسة النقدية التيسيرية للغاية، وذلك بعدما أثر ضعف الطلب في الصين وتباطؤالنمو في الولايات المتحدة، ولكن الاقتصاد الياباني تلقى أخبار جيدة تتعلق بمعدل التضخم، إذ تراجع من 2.8% إلى 2.4%، وعلى الرغم من أن الانخفاض جاء أعلى بقليل من التوقعات التي كانت تشير إلى 2.3% إلا أن هذا الانخفاض هو المرة الأولى للتضخم الياباني منذ شهرين.
خامسا. الاقتصاد البريطاني:
تراجعت معدلات البطالة لدى الاقتصاد البريطاني بالتزامن مع انخفاض معدل التضخم، حيث سجلت البطالة 4% انخفاضا من 4.1%، فيما تراجع التضخم إلى 1.7% من 2.2% وهو أقل من توقعات انخفاضه إلى 1.9%، فيما ارتفعت مؤشرات مبيعات التجزئة بمقدار الضعف تقريبا من 2.2% إلى 4%، وهو ما يدعم تخفيضات قادمة على أسعار الفائدة من قبل المركزي البريطاني هذا الشهر.
سادسا. المعادن النفيسة والسلع:
كان كل من الذهب والفضة، أحد ابرز تلك الامور التي شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال الاسبوع الماضي، إذ ارتفع الذهب من مستويات 2649 دولارا إلى 2721 دولارا، فيما ارتفعت اسعار الفضة بنحو 10% من مستويات 30.9 دولارا إلى 33.9 دولارا.
حيث ارتفع الذهب بدفع من التوجه العام لدى البنوك المركزية الرئيسية التي أبدت إنفتاحا ملحوظا على تخفيض الفوائد لديها، وارتفاع حالة عدم اليقين تجاه التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وفي ظل اقتراب موعد الانتخابات الأميركية التي ما زال تشهد حالة مرتفعة من عدم اليقين حول الرئيس الأميركي القادم.
أما أسواق النفط، فقد تراجعت بدفع من تقرير اوبك الشهري الذي توقع تراجعا في الطلب العالمي على النفط بمعدل 106 ألف برميل يوميا لهذا العام، وبمقدار 100 ألف برميل يوميا للعام 2025، ليعزي التقرير هذا التباطؤ بسبب ضبابية موقف الصين من النمو الاقتصادي لديها، خاصة وأنها أكبر دولة تستورد للنفط في العالم، لتتوقع المنظمة انخفاض طلبها بمقدار 70 ألف برميل يوميا، مع توقع أن يزيد الطلب الصيني بمقدار 580 الف برميل يوميا هذا العام.
وقد تراجع برميل خام تكساس الوسيط بمعدل 8% ليغلق عند مستويات 69 دولارا انخفاضا من 75 دولارا بداية الاسبوع، وتراجع سعر برميل خام برنت بنحو 6.5% ليغلق عند 73 دولارا تقريبا منخفضا من مستويات 78 دولارا.
سابعا. ماذا تنتظر الأسواق الاسبوع المقبل:
ستكون الأسواق العالمية في انتظار البيانات الاقتصادية التالية:
الإثنين 21-10-2024:
- الصين: معدل الإقراض الرئيسي، مع توقعات انخفاضه بمقدار 20 نقطة أساس ليصل إلى 3.15%.
- عالميا: ستبدأ اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية، والتي ستمتد حتى تاريخ 26-10-2024 لمناقشة العديد من الامور الاقتصادية العالمية المهمة.
الثلاثاء 22-10-2024:
- اليورو: خطاب محافظة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد.
الأربعاء 23-10-2024:
أميركا:
- مبيعات المنازل القائمة، مع توقعات ارتفاعه بمقدار 200 ألف وحدة.
- مخزون النفط الأميركي الخام.
بريطانيا:
- حديث محافظ بنك انجلترا.
كندا:
- قرار الفائدة مع توقعات انخفاضها للمرة الرابعة بربع نقطة مئوية لتصل الفائدة إلى 3.75% وذلك بعد انخفاض التضخم لدى الجانب الكندي إلى 1.6% انخفاضا عن 2% السابقة.
الخميس 24-10-2024:
أميركا:
- تصاريح البناء.
- معدلات الشكاوى من البطالة.
- تداعيات البطالة المستمرة.
- مؤشر مديري المشتريات الصناعي، مع توقعات ارتفاعه بشكل طفيف.
- مؤشر مديري المشتريات الخدمي، مع توقعات انخفاضه بشكل طفيف.
- مبيعات المنازل الجديدة، مع توقعات ارتفاعه بمقدار بسيط.
الجمعة 25-10-2024:
أميركا:
- مؤشر ميشيغان لتوقعات التضخم، لشهر اكتوبر ولمدة خمس سنوات، مع توقعات ثبات النسب على حالها.
- مؤشر ميشيغان لتوقعات المستهلك.
السبت 26-10-2024
عالميا:
- ختام اجتماعات صندوق النقد الدولي.
الأحد: 27-10-2024:
الصين:
- الربح الصناعي حتى بداية العام (سبتمبر).
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.