ردة فعل أسعار الفضة على مؤشر أسعار المستهلك

يوم الثلاثاء في تمام الساعة 4:30 مساءً بتوقيت غرينتش+4، أصدر مكتب إحصاءات العمل بيانات التضخم السنوية في الولايات المتحدة، مؤشر أسعار المستهلك. وكشفت البيانات عن معدل تضخم سنوي أقل من المتوقع بلغ 2.3%، بانخفاض عن 2.4% في مارس، مسجلاً أدنى قراءة للتضخم منذ فبراير 2021.

وتشير القراءة الأقل حدةً إلى أن الضغوط التضخمية في الاقتصاد قد تتراجع بشكل أكثر حسمًا، على الرغم من التحديات الأخيرة التي فرضتها الحرب التجارية. وانخفضت أسعار البنزين بشكل حاد، بينما انخفض التضخم أيضًا في أسعار الغذاء والنقل. وعلى أساس شهري، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2%، منتعشًا من انخفاض بنسبة 0.1% في مارس، ولكنه أقل من النسبة المتوقعة البالغة 0.3%.

ويُعزز هذا التراجع في البيانات التوقعات باحتمال تبني الاحتياطي الفيدرالي موقفًا أكثر تيسيرًا في الأشهر المقبلة، لا سيما مع استمرار صانعي السياسات في موازنة مكافحة التضخم مع الحاجة إلى دعم النمو. 

وقد تفاعلت الأسواق بشكل إيجابي مع البيانات، مع تزايد تقدير المتداولين لإمكانية خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا العام. وتراجع الدولار الأمريكي بشكل طفيف، مما يعكس انخفاض الطلب على العملة وسط تقلبات في توقعات أسعار الفائدة.

كيف تفاعل سعر الفضة مع القراءة الضعيفة لمؤشر أسعار المستهلك؟

تباينت ردود فعل الأسواق عمومًا تجاه قراءة البيانات. وشهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 0.95% تقريبًا، لتصل إلى حوالي 33.22 دولارًا للأونصة. في المقابل، انخفض مؤشر الدولار (DXY) بنسبة 0.83% تقريبًا.

كان ارتفاع أسعار الفضة مدفوعًا بشكل رئيسي بإصدار بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) التي جاءت أضعف من المتوقع، والتي أشارت إلى اعتدال في التضخم. وقد أدى انخفاض أرقام التضخم إلى زيادة توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي بنسبة 8.2% وفقًا لـ FedWatch، مما أدى إلى ضعف الدولار الأمريكي. وقد عززت هذه الظروف جاذبية الأصول غير المُدرّة للعائد مثل الفضة، مما ساهم في ارتفاع سعرها. 

ويتوقع المحللون أنه في حال استمرار اعتدال التضخم وتبني مجلس الاحتياطي الفيدرالي موقفًا أكثر تيسيرًا، فقد تختبر الفضة مستويات مقاومة حول 35 دولارًا للأونصة على المدى القريب. ومع ذلك، قد تحدث تراجعات محتملة في حال تغيرت المؤشرات الاقتصادية أو إذا أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تغيير في اتجاه سياسته النقدية.

من المقرر صدور القرار السياسي التالي في 18 يونيو، مع تركيز الاهتمام بشكل كبير على المؤشرات الاقتصادية لتوجيه آفاق السياسة.

بشكل عام، عززت بيانات مؤشر أسعار المستهلك الضعيفة جاذبية الفضة كمعدن صناعي وأداة تحوط ضد التضخم، مما ساهم في ارتفاع أسعارها مؤخرًا. مع ذلك، استقرت الأسعار بين 33 و31.68 منذ منتصف أبريل، في انتظار المحفز التالي.

نظرة فنية على الفضة ومستويات سعرية محتملة ينبغي الانتباه إليها.

من الناحية الفنية، استقر سعر الفضة بين 33.24 و31.91 منذ منتصف أبريل. وقد شهد المعدن ارتفاعًا ملحوظًا في أعقاب مؤشر أسعار المستهلك لشهر أبريل، لكنه واجه مقاومة عند 33.24 وتخلى عن بعض المكاسب التي حققها سابقًا. وحتى وقت كتابة هذا التقرير، استقر سعر المعدن حول 32.83. وفي انتظار الموجة التالية، من المحتمل أن يصل زخم صعودي إلى 33.24 و33.53 و34.17. على الجانب الآخر، إذا سيطر المضاربون على الانخفاض على السوق، فيجب الانتباه إلى 31.84 و30.94، وفقًا للمحللين. ولا يُستبعد اختراق هذه المستويات.

الشكل 1: XAGUSD 2H Tradingview.

المحفز المقبل:

في الأيام المتبقية من الأسبوع، هناك عدد قليل من الإصدارات الأخرى التي قد تُسبب تقلبات في الأسواق. يوم الخميس الموافق 15، من المتوقع صدور مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة، يليه خطاب الرئيس ترامب في وقت لاحق من اليوم. ثم يوم الجمعة، سيتحول الاهتمام إلى ثقة المستهلك وتوقعات التضخم. بشكل أساسي، سيراقب المحللون أرقام مؤشر أسعار المنتجين ومبيعات التجزئة، بحثًا عن مزيد من التأكيد على اتجاه انكماشي.

تميل هذه البيانات والأحداث إلى إحداث تحول في ثقة المستهلك، وبالتالي تُمثل مخاطرة ومكافأة للمتداولين.