ما هي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
مقدمة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا :
تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منطقة جغرافية وديموغرافية واقتصادية مهمة بالنسبة للعالم، وهو ما جعلها محركًا أساسيًا وركنًا مهمًا للاقتصاد العالمي بأسره، وخاصةً في ظل النهضة الاقتصادية والتبني التكنولوجي اللافت، الذي تقوم بها بعض دول المنطقة، وعلى رأسها دول منطقة الخليج العربي.
أولًا. جغرافيا منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
تمثل منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منطقة ذات أهمية جيوسياسية وجغرافية مهمة، إذ تغطي جزءًا كبيرًا من شمال قارة إفريقيا وشبه الجزيرة العربية والأناضول ومعظم مناطق العراق وإيران وتمتد حتى جنوب أفغانستان، لتشمل بذلك، ووفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي، 20 دولة بمساحة تقدر بنحو 15 مليون كيلومتر مربع، أي ما يمثل 10% تقريبًا من مساحة اليابسة من الكرة الأرضية.
وقد ساعد موقعها الممتد في التنوع البيئي الملحوظ، من جبال وصحاري ومسطحات مائية، جعل منها مكانًا مفعمًا بالحياة، وزاخرًا بالموارد الطبيعية المهمة، وعلى رأسها كل من النفط الخام والغاز الطبيعي، إضافةً إلى العديد من الموارد الطبيعية الأخرى.
وقد ساعد كل من موقعها الجغرافي المهم، والتنوع البيئي والحضاري المميز، على جعلها منطقة تمثل مفترق طرق حيوي ومهم بين أوروبا وإفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى وآسيا الوسطى وجنوب آسيا.
وأيضًا، تحتوي هذه المنطقة على ممرات مائية حيوية واستراتيجية، سهلت من الحركة التجارية العالمية، وساهمت في تخفيض الكلفة والوقت على حد سواء.
وتحتوي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على ممرات مائية أهمها البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر قزوين وبحر العرب والخليج العربي.
كما تضم العديد من الممرات التجارية المهمة جدًا للعالم، إذ تشمل:
مضيق البوسفور
مضيق الدردنيل
مضيق هرمز
الخليج العربي
قناة السويس
باب المندب
مضيق جبل طارق
أهمية منطقة الشرق الأوسط للاقتصاد العالمي:
من خلال توضيح الرقعة الجغرافية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يتضح بأن هذه المنطقة مثلت أهمية كبيرة للاقتصاد العالمي، سواء على الصعيد الداخلي لما تزخر به من موارد طبيعية، أو على صعيد تموضعها كمنطقة مفصلية للتنقل التجاري وتحديدًا البحري.
وللتأكيد على أهمية موقع الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالنسبة للنقل البحري، فإنه يجدر الذكر أنّ النقل البحري ما زال يلعب دورًا محوريًا في تسهيل التجارة العالمية، بل ويعد العمود الفقري لأنشطة الاستيراد والتصدير في العديد من الصناعات التي أما أنه لا يمكن نقلها جوًا لضخامة حجمها، أو أنه لن يكون من الجدوى القيام بنقلها برًا، وهو ما يفسر أن النقل البحري يمثل 75% من التجارة الدولية.
أما على صعيد أهمية هذه المنطقة من خلال ما تزخر به من موارد، وعلى رأسها الطاقة ممثلة بالنفط والغاز الطبيعي، وتحديدًا في مناطق مثل دول الخليج العربي، وبعض دول شمال إفريقيا، ساهمت المنطقة بنحو 57% من إجمالي إمدادات النفط العالمي، وبنحو 41% من إجمالي إمدادات الغاز العالمية.
وهو ما يعني أنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تعد منطقة محورية داعمة للاقتصاد والتصنيع العالمي، وذلك نظرًا لأنها تعد أيضًا موطنًا لأكبر حقول النفط والغاز البرية والبحرية التقليدية في العالم والموجودة عبر المملكة العربية السعودية والكويت والعراق وإيران وقطر والجزائر وليبيا ومصر.
أما على صعيد الصخر الزيتي، فإنّ المنطقة أيضا تحتوي على كميات كبيرة من احتياطيات الغاز الصخري بنحو 2547 قدمًا منها.
منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وإمدادات الطاقة العالمية
لقد مثل منتجو النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الكثير العمود الفقري للطاقة العالمية، إذ ساهمت المنطقة بنحو 37% من إجمالي إمدادات النفط العالمي، وحوالي 35% من إجمالي إمدادات الغاز العالمي. وقدّر إنتاج النفط الخام عام 2022 في هذه المنطقة حوالي 30 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل ثلث إجمالي النفط العالمي، بينما بلغ إنتاج المنطقة من الغاز الطبيعي حوالي 925 مليار متر مكعب، وهو ما يمثل أكثر من خُمس إجمالي الغاز المنتج عالميًا.
اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا:
يقدر حجم الناتج المحلي الإجمالي لهذه المنطقة بنحو 4.4 تريليون دولار أميريكي تقريبًا، وهو ما يمثل 4% من حجم الناتج المحلي العالمي، علمًا أنّ الناتج المحلي لهذه المنطقة كان قد بلغ قبل ثلاثين عامًا وتحديدًا عام 1994 وفقًا لبيانات صندوق النقد الدولي قيمة 610 مليارات دولار أمريكي.
أما عن أهم الشركاء التجاريين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد كانت الصين وذلك وفقا لبيانات صندوق النقد الدولي، حيث كانت المستورد الأول لـ 67% من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأرسلت إليها بضائع تزيد قيمتها عن 171 مليار دولار في عام 2022.
وكذلك الهند هي شريك تجاري مهم آخر في المنطقة، حيث تستورد سلعًا تزيد قيمتها عن 50 مليار دولار أمريكي من الإمارات العربية المتحدة، وأكثر من 40٪ من هذه الواردات تتكون من منتجات البترول. وتعد إيطاليا، المصدر الرئيسي لتونس، فهي لاعب رئيسي آخر يقود التجارة مع دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ أنه في عام 2022، اشترت البلاد أكثر من 28 مليار دولار من الجزائر وليبيا، وخاصةً النفط.
ومن المتوقع أن تزداد التجارة في المنطقة، حيث قررت بعض الدول مؤخرًا الانضمام إلى مجموعة البريكس. ويمثل إضافة المملكة العربية السعودية ومصر وإيران والإمارات العربية المتحدة إلى الكتلة أكثر من تريليون دولار من الصادرات.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.