الأسواق المالية : أهم الأحداث وما هو قادم 17-2025/2/23

مقدمة:

أحداث ومؤشرات مهمة شهدتها مختلف الاقتصاديات العالمية الأسبوع الماضي، كان أبرزها مؤشرات التضخم لدى الجانب الاميركي والتي أبرزت مفاجآت غير سارة على مختلف الأصعدة، إلى جانب مؤشرات وأحداث مهمة أخرى سنسلط الضوء عليها في تقرير الأسبوع الحالي من تقرير "الأسواق المالية".

كما سنستعرض ما ينتظر الأسواق خلال الأسبوع الجاري على صعيد الاقتصاديات العالمية الرئيسية، وخاصة مدى تأثرها الكبير بالسياسات المالية الأميركية.

الأسواق المالية . الاقتصاديات الرئيسية:

أولا. الاقتصاد الأميركي:

ما زال الاقتصاد الأميركي يشهد سلسلة من التعريفات الجمركية، والتي بدات الاسبوع الماضي لتطال جميع الواردات من الصلب والألمنيوم من مختلف أنحاء العالم، ثم بلغت وعود ترامب بأن يكون الثاني من أبريل القادم موعد فرض الرسوم الجمركية على السيارات، وهي الأمور التي ما زالت تثير مخاوف المحللين والمراقبين من أن ذلك قد يقود إلى ارتفاع الأسعار من خلال ارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة وأن أميركا تعد أكبر مستورد للصلب في العالم.

وعلى الرغم من التصريح المطمئن للمديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا وأنه من المبكر البدء في تحديد حجم تأثير التعريفات على الاقتصاد العالمي، إلا ان رئيسة المفوضية الأوروبية خرجت في مؤتمر ميونخ للأمن واشارت بأن الاتحاد الأوروبي سيرد على أية تعريفة جمركية أميركية بالمثل.

كما وانتظرت الأسواق ايضا شهادة رئيس الفيدرالي الاميركي جيروم باول لدى الكونغرس، والذي أكد على أن الفيدرالي ليس في عجلة من أمره لتخفيض أسعار الفائدة وأنه لابد من الانتظار حتى تتضح معالم المؤشرات الاقتصادية وخاصة التضخم وسوق العمل بشكل أكبر.

وبعد تصريحات باول، جاءت بيانات التضخم على مدار يومين، لتؤكد نظرة باول على ضرورة عدم التسرع في تخفيض الفوائد، إذ ارتفعت جميع مؤشرات اسعار المستهلك على أساس سنوي وشهري.

اما وبالنسبة للمؤشرات الاقتصادية الأخرى، فقكانت على النحو التالي:

• ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين على اساس سنوي من 2.9% إلى 3% والشهري إلى من 0.4% إلى 0.5%، وارتفع المؤشر الأساسي أيضا السنوي من 3.2% إلى 3.3% والشهري من 0.2% إلى 0.4%.
• استقرت مؤشرات أسعار المنتجين السنوي عند 3.5%، فيما انخفضت من 0.5% إلى 0.4%.
• انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار النصف تقريبا من 8.6 مليون برميل إلى نحو 4 ملايين برميل لهذا الأسبوع.
• تراجعت مبيعات التجزئة بشكل حاد من 0.7% إلى -0.9%، وتراجعت مبيعات التجزئة الأساسية أيضا من 0.7% إلى -0.4% لشهر ينار.

ثانيا. الاقتصاد الأوروبي:

بدأ الاقتصاد الأوروبي بأخبار تشير إلى أن المفوضية الأوروبية سترد على التهديدات الأميركية بشكل لا يعرض جميع الاطراف إلى الاندفاع لحرب تجارية مدمرة لجميع الأطراف.

إلا أن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فان ديرلاين، كانت قد هددت بالرد على التعريفات الجمركية الاميركية بالمثل، وذلك في مؤتمر ميونخ للأمن.

وقد أشارت صحيفة نيويورك تايمز، إلى خطورة التعريفات الجمركية الأميركية على الاقتصاد الأوروبي، حينما قالت أنها قد تؤدي إلى خفض الصادرات إلى الولايات المتحدة وإضعاف الاستثمار في أوروبا، مما يوجه ضربة للنمو في وقت تعاني فيه القارة من تراجع في اقتصادياتها الرئيسية وخاصة ألمانيا وفرنسا.

فيما قالت أوكسفورد إيكونوميكس أنه من المرجح أن تكون منطقة اليورو التالية في حرب التعريفات الجمركية، وهو ما لم يكن مستبعدا من بعض مسؤولي البيت الأبيض.

وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية، فقد صدرت بعضها الأسبوع الماضي، ليؤكد مدى التراجع الاقتصادي في القارة العجوز، إذ تراجع الإنتاج الصناعي إلى المنطقة السالبة للشهر الرابع على التوالي، فيما استقر الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو عند مستويات 0.9% للربع الرابع من العام 2024.

ثالثا. الاقتصاد الياباني:

ما زال الاقتصاد الياباني متخوفا من مسألة ارتفاع الأسعار (التضخم)، حيث خرج محافظ بنك اليابان كازو أويدا مؤكدا أن المركزي سيدير السياسة النقدية مع الأخذ بعين الاعتبار كل المخاوف التي تحيط بالاسعار، وان هذه الارتفاعات لن تكون مؤقتة وأنها قد تستمر حتى منتصف العام الحالي، وهو ما يدفع البنك إلى ضرورة التحول في السياسة النقدية، بشكل يعالج المشاكل بأفضل الطرق مع الأخذ بعين الاعتبار كل المخاطر المحيطة.

وقد أشار باحثون يتبعون لشركات بحثية يابانية إلى أن النمو الاقتصادي الياباني لم ينمو بشكل جيد في الربع المنتهي في ديسمبر من العام الماضي، وخاصة في ظل تباطؤ الاستهلاك الشخصي بسبب تأثر اليابانيين بغلاء الأسعار بشكل أكبر من ارتفاع الأجور، ليأتي ذلك قبل أسبوع من إعلان اليابان عن ناتجها المحلي الإجمالي.

كما قدر المحللون أن الناتج المحلي الإجمالي لليابان سينكمش بالقيمة الحقيقية في عام 2024 للمرة الأولى منذ أربع سنوات، ليكون تراجع الإنفاق الشخصي السبب الرئيسي في ذلك.

وكرد من الجانب الياباني على التعريفات الجمركية التي قام بها الرئيس ترامب، قال وزير التجارة يوجي موتو إن اليابان طلبت يوم الأربعاء إعفاء منتجاتها من الصلب والألومنيوم من الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنسبة 25%.

رابعا. الاقتصاد الصيني: 

كانت أبرز الأخبار المتعلقة بالاقتصاد الصيني، هي مدى الاستفادة التي حققتها أسهم الشركات التكنولوجية، التي باتت أكثر انفتاحا على الذكاء الاصطناعي، بل وباتت الشركات الصناعية الكبرى أكثر انفتاحا على التكنولوجيا الصينية، بفضل ما أحدثه تطبيق DeepSeek من زيادة الثقة بالقدرات الصينية في هذا المجال.

أما وعلى صعيد المؤشرات الاقتصادية، فقد أظهرت بيانات الحكومة الصينية أن الاستثمار الأجنبي المباشر في الصين انخفض بنسبة 99% على مدى السنوات الثلاث الماضية، بسبب التباطؤ الاقتصادي والقلق.

الأسواق المالية. التقويم الاقتصادي وماذا تنتظر الأسواق في الاسبوع المقبل:

ستكون الأسواق العالمية في انتظار البيانات الاقتصادية التالية: