إيلون ماسك في محادثات للاستحواذ على تيك توك؟

بدأ إيلون ماسك عام 2025 على قمة هرم الثروة في العالم، حيث يحتل المرتبة الأولى كأغنى شخص في العالم بثروة صافية تجاوزت الـ400 مليار دولار (الشكل 1). يُعرف ماسك بديناميكية استثماراته، حيث يشغل منصب الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، ويبتكر في مجال استكشاف الفضاء، كما أنه أسس مشاريع مؤثرة مثل OpenAI وThe Boring Company. وفي الآونة الأخيرة، ظهرت محادثات تشير إلى أن ماسك يفكر في مشروع جريء جديد، وهو الاستحواذ على إدارة عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة. 

الشكل 1: أغنى الأشخاص في العالم حتى 5 يناير 2025، المصدر: بلومبرج 

فرصة في التكنولوجيا والسياسة قد تكون بمليارات الدولارات 

ظهرت نقاشات حول احتمالية استحواذ إيلون ماسك على إدارة عمليات تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة. يأتي هذا التحرك في ظل مخاوف الحكومة الأمريكية من المخاطر الأمنية الوطنية المرتبطة بملكية تيك توك الحالية لشركة بايت دانس الصينية. كجزء من مجموعة أوسع من خطط الطوارئ، يُجري المسؤولون الصينيون، الذين يفضلون بقاء تيك توك تحت سيطرة بايت دانس، مناقشات حول إمكانية إشراف ماسك على تيك توك إلى جانب منصته للتواصل الاجتماعي، X. 

هذا الاستحواذ، الذي لا يزال في مراحله الأولى، يهدف إلى تجنب حظر تيك توك في الولايات المتحدة، وقد يؤدي إلى توسيع إمبراطورية ماسك التجارية الضخمة، التي تشمل بالفعل تسلا وسبيس إكس. يُقدَّر هذا الاستحواذ المحتمل بقيمة تتراوح بين 40 مليار دولار و50 مليار دولار، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على الأعمال التجارية الدولية والعلاقات الجيوسياسية، مما يربط مصالح ماسك الواسعة بالمصالح السياسية لكل من الولايات المتحدة والصين، خصوصًا في ظل الإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب. هذا الاتفاق يبرز التداخل المعقد بين استراتيجيات الأعمال على نطاق العالم والإجراءات الحكومية، مما قد يؤثر على ديناميكيات الأسواق وتصورات المستثمرين حول العالم. 

التأثير المحتمل للاستحواذ على إمبراطورية ماسك التكنولوجية 

وفقًا لتحليلات الخبراء، إذا نجح إيلون ماسك في الاستحواذ على إدارة عمليات تيك توك في الولايات المتحدة، فقد يشكل ذلك إضافة فارقة إلى استثماراته. لن يقتصر الأمر على تنويع اهتماماته خارج نطاق السيارات والطيران والذكاء الاصطناعي، بل سيضعه أيضًا في دور محوري في قطاع وسائل التواصل الاجتماعي. 

قد يمنح التحكم في تيك توك ماسك قاعدة بيانات ضخمة لجمع تفاعلات وتفضيلات المستخدمين، وهي أصول قيمة لتحسين خوارزميات التعلم الآلي في شركات مثل تسلا وسبيس إكس. علاوة على ذلك، فإن دمج تيك توك مع منصته X يمكن أن يفتح آفاقًا جديدة للابتكارات عبر المنصات وزيادة الإيرادات الإعلانية. كما أن الاستحواذ قد يعزز من قدرة ماسك التفاوضية مع حكومتي الولايات المتحدة والصين، مما يزيد من نفوذه في سياسات التكنولوجيا والتجارة العالمية. 

الخاتمة 

مع كل هذا، إلا أن التعقيدات المرتبطة بإدارة منصة بارزة مثل تيك توك، خاصةً مع خضوعها للتدقيق بشأن قضايا الخصوصية والأمن الوطني، ستتطلب دقة في التنقل بين التحديات التنظيمية وإدارة الرأي العام. نجاح هذا المشروع قد يعزز سمعة ماسك كقائد ذو رؤية مستقبلية قادر على تشكيل التوجهات التكنولوجية والسياسية في العالم، بينما يمكن أن يعرّض فشل الاستحواذ مصالح ماسك التجارية للخطر.