التداول ينطوي على مخاطر عالية، استعلم قبل المباشرة
اقتصاد

مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي لشهر مايو 2025

محمد العدوي
محمد العدوي
calendar
12 مايو, 2025
header background

 
من المتوقع أن يسجل مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) ليوم الثلاثاء 13 مايو 2025 نسبة 2.4% على أساس سنوي، مطابقةً لقراءة مارس. وبينما تشير القراءة إلى استقرار التضخم، إلا أنها لا تزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%. وقد يُشكل هذا الإصدار مسار السوق قبل الصيف، مع تباطؤ النمو وتغير توقعات أسعار الفائدة.

 

تراجع التضخم، لكنه لا يزال مستقرًا
 

شهد التضخم انخفاضًا مطردًا خلال العام الماضي، لكن التقدم قد يكون متعثرًا. وستؤكد قراءة ثالثة على التوالي عند 2.4% أن تباطؤ التضخم يفقد زخمه، مما يثير مخاوف من أن يظل التضخم فوق المستوى المستهدف لفترة أطول من المتوقع.
وتستمر العوامل الرئيسية المساهمة في التضخم، مثل تكاليف الخدمات والسكن، في الارتفاع، مما يعوض ضعف أسعار السلع والطاقة. وسيراقب المستثمرون وصانعو السياسات أيضًا مؤشر أسعار المستهلك الأساسي لشهر مايو 2025 عن كثب لتقييم ما إذا كانت ضغوط الأسعار الأساسية تتراجع أم لا تزال مرتفعة بشكل مستمر.

 



الشكل 1.1: الاتجاه السنوي لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي


يوضح الرسم البياني أعلاه مسار الاتجاه السنوي لمؤشر أسعار المستهلك الأمريكي للأشهر السبعة السابقة. ويمثل الخط الأزرق المتصل قراءات التضخم الفعلية حتى مارس 2025، بينما يشير الخط البرتقالي المتقطع إلى توقعات شهر أبريل، والتي من المتوقع أن تبقى ثابتة عند 2.4%.
ويُؤكد هذا الرسم البياني أنه على الرغم من تباطؤ التضخم بشكل مطرد، إلا أنه يبدو الآن وكأنه يستقر. والسؤال الآن هو: هل سيستمر المزيد من التباطؤ في التضخم، أم أن نسبة 2.4% ستُصبح عائقًا أمام تجاوز هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%؟
 

الخطوة التالية للاحتياطي الفيدرالي تتوقف على البيانات


في اجتماعه المنعقد في 7 مايو، أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة، وأكد مجددًا على موقفه القائم على البيانات. ومع بلوغ تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي 2.3% وتباطؤ النمو الاقتصادي، أشار صانعو السياسات إلى حاجتهم إلى ضمانات إضافية بأن التضخم يتراجع بشكل مستدام قبل تعديل موقفهم من السياسات.

وأكّد العديد من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، بمن فيهم رئيسه جيروم باول، على أهمية الانتظار لرؤية "ثقة أكبر" في أن التضخم يسير على مسار مستدام نحو 2% قبل تغيير السياسة النقدية. وأعرب أعضاء آخرون في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن نبرة حذرة مماثلة، مشيرين إلى أنه على الرغم من تحسن التضخم، إلا أنه لا يزال مرتفعًا جدًا لدرجة لا تبرر التخفيضات الفورية في أسعار الفائدة. ومن المرجح أن تكون قراءة مؤشر أسعار المستهلك يوم الثلاثاء حاسمة في تعزيز هذا الحذر أو دفع الاحتياطي الفيدرالي نحو دراسة تغيير سياسته.
 

رد فعل السوق: ما الذي يجب الانتباه إليه

من المتوقع أن تتحرك فئات الأصول الرئيسية استجابةً لمؤشر أسعار المستهلك، خاصةً إذا انحرفت القراءة عن توقعات 2.4%.
الفوركس: قد يؤدي ارتفاع قراءة مؤشر أسعار المستهلك عن المتوقع إلى ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، لا سيما مقابل عملات مثل اليورو

(EUR/USD) والين الياباني (USD/JPY)، حيث تُقيّم الأسواق أسعار الفائدة في بيئة أسعار فائدة مرتفعة لفترة طويلة. من ناحية أخرى، قد يُضعف انخفاض قراءة التضخم الدولار، مما يُشجع الطلب على العملات ذات العائد المرتفع أو الأكثر حساسية للمخاطر مثل الجنيه الإسترليني أو الدولار الأسترالي.
مؤشرات الأسهم: قد تتعرض المؤشرات الأمريكية القياسية، مثل مؤشر ستاندرد آند بورز 500، ومؤشر ناسداك 100، ومؤشر داو جونز 30، لضغوط في حال تجاوز التضخم الحد الأقصى، حيث ستتأخر توقعات خفض أسعار الفائدة. في المقابل، قد يكون انخفاض مؤشر أسعار المستهلك إيجابيًا لشهية المخاطرة، ويؤدي إلى انتعاش أسهم التكنولوجيا والنمو، وهي أكثر حساسية لأسعار الفائدة.
السلع: يميل الذهب إلى الاستفادة من ضعف التضخم وانخفاض قيمة الدولار، حيث يعمل كأداة تحوط عند ارتفاع توقعات خفض أسعار الفائدة. من ناحية أخرى، قد يتفاعل النفط الخام بشكل أكبر مع تداعيات الطلب العالمي، وقد يشير ارتفاع التضخم إلى تشديد الأوضاع النقدية، مما قد يؤثر سلبًا على النمو والطلب المستقبلي على النفط.

 

الخلاصة

في حين يُتوقع أن يبقى الرقم الرئيسي ثابتًا، فإن إصدار مؤشر أسعار المستهلك لشهر مايو 2025 يوم الثلاثاء يحمل في طياته أهمية تتجاوز الرقم نفسه بكثير. فمع استقرار التضخم فوق المستوى المستهدف، واستمرار الاحتياطي الفيدرالي في اتباع نهجه الحذر، من المرجح أن تُحدث حتى الانحرافات الطفيفة تموجات في الأسواق وتُعيد تشكيل توقعات السياسة النقدية. وستتجه جميع الأنظار نحو البيانات، وما تُشير إليه من مؤشرات للمسار المُقبل.

 

 

 

 

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.