كيف تعيد تسريحات موظفي قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تشكيل الاقتصاد الأمريكي في عام 2025؟

في الوقت الذي يستمر فيه الذكاء الاصطناعي في دفع عجلة الابتكار وتعزيز ربحية شركات التكنولوجيا، تكشف الزيادة المستمرة في تسريحات الموظفين عن تصدعات في البنية الاقتصادية بشكل عام. يراقب المتداولون والمستثمرون منذ بداية 2025 هذا التناقض بين الاستثمارات القياسية في الذكاء الاصطناعي من جهة وتباطؤ سوق العمل من جهة أخرى، بحثًا عن إشارات حول الاتجاه المستقبلي للاقتصاد والأسواق الأمريكية.
تحديث بشأن تسريحات قطاع التكنولوجيا: أكثر من 75 ألف وظيفة فقدت حتى الآن خلال 2025
قامت شركات التكنولوجيا الأمريكية بتسريح نحو 75,000 موظف بين يناير ومايو من عام 2025، بزيادة قدرها 35% على أساس سنوي. وحده شهر مايو شهد تسريح أكثر من 10,600 موظف، من ضمنهم تسريحات كبيرة لدى شركات كبرى مثل مايكروسوفت وميتا وغيرها من الشركات المعتمدة بشكل كبير على الذكاء الاصطناعي. وأوعزت هذه الشركات قراراتها إلى تغييرات هيكلية وزيادة الكفاءة بفعل أتمتة الذكاء الاصطناعي.
قدمت شركة جوجل عروض انهاء خدمة تطوعية للأكثر من 1,000 موظف امريكي من فرق اللأعلانات والبحث, بهدف اعادة توجيه النفقات نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي
وقامت شركة ميتا بتسريح نحو 3,700 موظف خلال العام، غالبيتهم في الأقسام المرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي
رد فعل وول ستريت: إشارات متباينة من المستثمرين
تفاوتت ردود فعل الأسواق تجاه استراتيجيات كل شركة. إذ ارتفع سهم شركة ميتا بنسبة تزيد عن 19% منذ بداية العام وحتى بداية شهر يونيو، في ظل إشادة المستثمرين بنهجها الصارم في تقليص التكاليف وتركيزها الاستراتيجي على الذكاء الاصطناعي.
في المقابل، ارتفع سهم أمازون بأكثر من 11% خلال مايو، لكنه لا يزال منخفضاً بنسبة 2% منذ بداية العام، حيث يتداول السهم الآن دون أعلى مستوياته المسجلة في فبراير الماضي
أما ألفابت ، فقد حققت بعض المكاسب بعد مؤتمر جوجل ا و ، إلا أن السهم لا يزال منخفضًا بنسبة 6.3% منذ بداية العام، رغم التسريحات المتكررة والدفع القوي نحو مشاريع الذكاء الاصطناعي.
هذا التباين يشير إلى أن المستثمرين أصبحوا أكثر انتقائية، حيث لم تعد التسريحات وحدها كافية. الأسواق الآن تبحث عن تحول ربحي فعلي ومسارات واضحة لتحقيق الدخل من الذكاء الاصطناعي
التأثير الاقتصادي الأوسع لتسريحات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في 2025
بدأت موجة التسريحات الواسعة في قطاع التكنولوجيا – الذي يعد من أكبر مصادر التوظيف عالي الأجر والابتكار – تظهر في البيانات الاقتصادية الوطنية. فقد ارتفعت طلبات إعانات البطالة خلال الأشهر الماضية وتباطأ نمو الأجور، في إشارات واضحة على احتمالية تراجع القوة الشرائية الاستهلاكية في النصف الثاني من العام.
ونظرًا إلى أن متوسط دخل العامل في قطاع التكنولوجيا يتجاوز بكثير المعدل الوطني، فإن أي تباطؤ في هذا القطاع من شأنه أن يؤثر سلبًا على الإنفاق الاستهلاكي والطلب على الائتمان وثقة المستهلكين. وإذا استمرت هذه النغيرات، فقد تضغط على نمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) وترفع من توقعات الأسواق بشأن تيسير السياسة النقدية في فترة لاحقة من العام.
معضلة الاحتياطي الفيدرالي: الإنتاجية مقابل التراجع الاقتصادي
تعكس تسريحات قطاع التكنولوجيا مشهدًا معقدًا بالنسبة للبنك الاحتياطي الفيدرالي. فمن جهة، تشير التسريحات المتزايدة إلى تباطؤ سوق العمل، ما يدعم حجة خفض أسعار الفائدة. ومن جهة أخرى، لم تؤدِ إنتاجية الذكاء الاصطناعي بعد إلى انخفاض ملموس في التكاليف التشغيلية.
ارتفعت تكاليف وحدة العمل بنسبة 2.2% في الربع الرابع من عام 2024 وبنسبة 6.6% في الربع الأول من عام 2025، مما يُبقي التضخم في قطاع الخدمات مرتفعًا
ومع بقاء مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي عند حوالي 2.5%، فإن الفيدرالي يظل حذرًا في ظل استمرار مخاطر التضخم
تشير عقود الفيدرالي المستقبلية إلى احتمالية بنسبة 50% إلى 55% لخفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر 2025، وفقًا لمحللين اقتصاديين. ومع ذلك، تبقى هذه التوقعات شديدة الحساسية تجاه البيانات المرتقبة المتعلقة بسوق العمل والتضخم.
روايتان متعاكستان
في الوقت الذي يقود فيه الذكاء الاصطناعي تحولاً تقنيًا غير مسبوق، فإن الخسائر في سوق العمل تُثقل كاهل الاقتصاد الأمريكي. ويُكافأ التحول من قبل الأسواق، لكن فقط عندما يرتبط بنتائج مالية ملموسة. عام 2025 يتشكل حول صراع واضح بين التقدم التكنولوجي وعدم الاستقرار الاقتصادي.
افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.