التداول ينطوي على مخاطر عالية، استعلم قبل المباشرة
اقتصاد

قرار بنك إنجلترا بشأن أسعار الفائدة في يونيو 2025 محور الاهتمام: هل سيشهد يونيو خفضًا أم تثبيتًا؟

محمد العدوي
محمد العدوي
calendar
19 يونيو, 2025
header background

يوم الخميس، 18 يونيو 2025، من المقرر أن يُعلن بنك إنجلترا (BoE) عن سعر الفائدة. ويتوقع المستثمرون ما إذا كان البنك المركزي سيُبقي على سعر الفائدة الحالي البالغ 4.25% أم سيُشير إلى بداية دورة تخفيض. وبينما انخفض التضخم عن أعلى مستوياته، لا يزال صانعو السياسات حذرين، مع استمرار ارتفاع نمو الأجور وتضخم قطاع الخدمات.

بيانات مؤشر أسعار المستهلك الجديدة تُقدم القليل من الراحة. تُظهر بيانات مؤشر أسعار المستهلك الجديدة الصادرة صباح الأربعاء أن التضخم في المملكة المتحدة تباطأ إلى 3.4% في مايو، وهو أقل بقليل من القراءة السابقة البالغة 3.5%، ولكنه لا يزال أعلى من نسبة 3.3% التي توقعها الاقتصاديون. يشير هذا التحسن الطفيف إلى أن التضخم آخذ في التباطؤ، ولكن ليس بالسرعة المأمول بها، مما يُعقّد جهود بنك إنجلترا لتبرير خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.

كانت الأسواق تأمل في انخفاض أكثر حدة من شأنه أن يعزز ثقة البنك في سياسة تخفيف السياسة النقدية، لكن استمرار التضخم، لا سيما في المكونات الأساسية وقطاع الخدمات، سيجعل من الضروري الحفاظ على استقراره لفترة أطول قليلاً.

 

المشهد الإقتصادي: تباين في الأداء

في حين يسير التضخم العام في الاتجاه الصحيح، لا يزال بنك إنجلترا يركز على ضغوط الأسعار الأوسع نطاقًا. ولا يزال تضخم الخدمات والنمو القوي للأجور مرتفعين، مما يشكل تحديًا أمام هدف البنك البالغ 2%. وقد شدد المحافظ أندرو بيلي على ضرورة وجود أدلة دامغة على انحسار الضغوط التضخمية قبل اتخاذ أي إجراء.

قاومت لجنة السياسة النقدية حتى الآن ضغوط السوق لبدء تخفيف السياسة النقدية، واختارت توخي الحذر مع مراقبة البيانات الجديدة.

 

معنويات السوق وتوقعاته

في بداية العام، كان العديد من المستثمرين يتوقعون خفضًا في أسعار الفائدة في يونيو. إلا أن هذه التوقعات تبددت مع ازدياد قوة البيانات الأخيرة، بما في ذلك إصدار مؤشر أسعار المستهلك ، بما يكفي لتأجيل اتخاذ أي إجراء. ووفقًا لتوقعات المحللين، من المتوقع الآن أن يُبقي بنك إنجلترا على أسعار الفائدة عند 4.25%، مع تحول التركيز إلى أغسطس باعتباره الفترة الأكثر ترجيحًا لأول خفض.

ستُقدم نبرة بيان يوم الخميس وتفاصيل تصويت لجنة السياسة النقدية رؤيةً حاسمة حول ما إذا كان تخفيف السياسة النقدية وشيكًا أم لا يزال على بُعد عدة أشهر.

 

التوقعات الفنية: زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يقترب من منطقة القرار الرئيسية.

الشكل 1.1: مخطط زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (الإطار الزمني اليومي) على منصة TradingView
 

من منظور فني، يشهد زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي استقرارًا بالقرب من منطقة عرض قائمة منذ يناير 2022، والتي تُشكل الآن مستوى مقاومة رئيسيًا عند 1.3570-1.3750. وقد التزمت حركة السعر بخط اتجاه صاعد منذ يناير 2025، مما يُبرز هيكلًا صعوديًا على الرغم من الحركة الجانبية الأخيرة.

يستقر مؤشر القوة النسبية حاليًا بالقرب من 49، مما يعكس زخمًا محايدًا في ظل ترقب المتداولين لقرار بنك إنجلترا. قد يؤدي اختراق منطقة العرض إلى استمرار الاتجاه الصعودي، بينما قد يُشير اختراق خط الاتجاه إلى ضعف في حال أرجأ بنك إنجلترا تخفيضات الفائدة أو تبنى نهجًا متشددًا.

 

عملية الموازنة التي يقوم بها بنك إنجلترا: التضخم مقابل النمو

يكمن التحدي الذي يواجهه البنك المركزي في إدارة كلٍّ من التضخم وضعف الاقتصاد. يُظهر استثمار الأعمال وطلب المستهلكين علامات ضغط في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض. وتشهد بعض القطاعات تباطؤًا بالفعل، مما يثير مخاوف من أن تبدأ السياسة النقدية المتشددة في خنق النمو الأوسع.

يتعين على بنك إنجلترا تحقيق توازن دقيق؛ فالتخفيض المبكر جدًا قد يُعيد إشعال التضخم، بينما قد يُخاطر التأخير طويلًا بدفع الاقتصاد إلى الركود.
 

ما الذي يجب مراقبته في قرار بنك إنجلترا بشأن سعر الفائدة:

تشمل المجالات الرئيسية للأسواق ما يلي:

انقسام تصويت لجنة السياسة النقدية، والذي قد يُشير إلى مدى اقتراب اللجنة من أول خفض لسعر الفائدة.

التوجيهات المستقبلية، وخاصةً التصريحات حول مسار التضخم والمخاطر الاقتصادية.

أداء الجنيه الإسترليني، وخاصةً مقابل الدولار الأمريكي. قد تُضعف أي مفاجأة تميل إلى التيسير الكمي الجنيه الإسترليني، بينما قد يُقدم تثبيت سعر الفائدة دعمًا مؤقتًا.

 

في حين أن خفض سعر الفائدة هذا الشهر لا يزال مستبعدًا، فإن قراءة مؤشر أسعار المستهلك تُعزز تعقيد موقف بنك إنجلترا. التضخم آخذ في التباطؤ، ولكن ليس بالسرعة الكافية لتحفيز اتخاذ إجراءات فورية. سيُشكل قرار يوم الخميس والتعليق عليه توقعات النصف الثاني من عام 2025، حيث يُوازن بنك إنجلترا بين استقرار الأسعار ومخاطر النمو المتزايدة.



 

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.