التداول

نصائح حول التداول ووسائل التواصل الاجتماعي

محللين CFI
محللين CFI
calendar
17 يناير, 2025
header background
  • تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة
  • دور المشورة في التداول النجاح
  • صعود وسائل التواصل الاجتماعي في التداول
  • أ. الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على التداول.
  • ب. الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على التداول.
  • الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في التداول

مقدمة:

لقد أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا أساسيا من حياتنا اليومية، بل إنها باتت مؤثرا كبيرا في كافة القرارات التي تمس الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

بل إن ارتباط عالم التداول بالتكنولوجيا، زاد من أثر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي في قرارات المتداولين، سواء مما يتم عرضه عليهم من نصائح أو إرشادات أو تفسيرات لما يحدث في عالم أسواق المال الواسع. 

لذا فإن هذه المقالة تهدف إلى استكشاف تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة والتداول، واستعراض الآثار الإيجابية والسلبية لهذه الوسائل على التداول، وتقديم النصائح الهامة حول كيفية الاستفادة من هذه الوسائل، بهدف بناء قرار آمن وفعال في عالم التداول.

أولا. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في الحياة:

أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءا لا يتجزأ من حياة الفرد، وذلك بعدما أصبح مليارات الأشخاص حول العالم أعضاءا منتظمين في العديد من المنصات، لتصبح هذه المنصات بمثابة مجتمعات حقيقية ذات تأثير وثقل في مختلف ما يدور حولنا سواء على الصعيد الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي.

بل إن وسائل التواصل الاجتماعي أحدثت نوعا جديد من التواصل بين البشر، والذي يطلق عليه المختصون التواصل الرقمي، وهو التواصل الذي يرى العديد من المراقبين بأنه بات منافسا كبيرا للتواصل الطبيعي التقليدي.

وهناك العديد من المزايا والفوائد التي تترتب على هذا التواصل، وأهمها:

1. تسهيل تواصل الأشخاص مع بعضهم البعض في مختلف مناحي الحياة، ونقل خبراتهم وعلمهم بشكل عابر للحدود.

2. ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تحولات كبيرة في التركيبة السكانية والتبادل الثقافي والترويج لقضايا مختلفة ونقل العديد من العادات من مجتمع لآخر.

3. غيرت وسائل التواصل الاجتماعي من طريقة استهلاك الأخبار والمعلومات، وذلك من خلال الاطلاع على وجهات النظر المختلفة المبنية على اختلاف الثقافات والمعرفة والخبرات.

4. ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في إحداث ثورة كبيرة جدا في مجال الأعمال والإعلان عنها، وأبرز اشكال هذه الثورة يقع ضمن ما يُسمى بالمؤثرين.

وعلى الرغم من هذه المزايا التي لا يمكن إنكارها، إلا أن هناك العديد من الآثار الجانبية وأبرزها:

1. المعلومات المضللة أو الخاطئة التي يمكن أن تنتقل خاصة من قبل بعض المؤثرين الذين يدّعون المعرفة (ويمكن الرجوع لمقالات شفافية التداول السابقة وخاصة "الخبراء المزيفون مقابل الخبراء الحقيقيين في أسواق المال"

2. التاثير على الصحة العقلية والرفاهية نتيجة ما يتم نقله من أخبار سلبية.

3. الشعور بعدم الكفاءة ومقارنة الذات بما يتم عرضه من أمور تفوق قدرات الشخص.

4. زيادة القلق والاكتئاب وتدهور الصحة العقلية بشكل عام نتيجة ما يتم بثه من مخاوف ومخاطر مستمرة، وما ينجم عنها من تضييع الفرص أو الوقوع في الخسائر.

ثانيا. دور المشورة في التداول النجاح:

تعد النصيحة أو المشورة أمرا مهما جدا في التداول الناجح، حيث إنها تساعد المتداولين على التعامل مع عالم اسواق المال الذي يتم بدرجة لا بأس بها من التعقيدات، وذلك بهدف الوصول إلى اتخاذ القرارات الناجحة.

بل إن المتداولين ذوي الخبرة يحتاجون من وقت لآخر إلى المشورة ممن هم على درجة خبرة أعلى، وذلك لتفسير ما يحدث في الأسواق، والمساهمة في تحديد الفرص وتحديد المخاطر، مما ينعكس بشكل إيجابي على إدارة المخاطر بشكل فعال.

وبناء عليه تزداد أهمية الحصول على المشورة سواء في مجال التحليل الأساسي أو التحليل الفني أو التعرف على استراتيجيات إدارة المخاطر، وهي المشورة التي سهلت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في الحصول عليها.

لذلك فإنه من المهم بشكل كبير أن يقوم الشخص ببذل الجهد في تحديد الجهة المناسبة التي تقوم بتقديم المشورة، والتمييز بين المصادر الموثوقة والمعلومات المضللة (راجع مقالة بعنوان تكتيكات التسويق المضللة، ومقالة بعنوان المخاطر الخفية للإشارات المجانية).

ثالثا. صعود وسائل التواصل الاجتماعي في التداول:

اشرنا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي قد غيرت في صورة التواصل الاجتماعي على مختلف الأصعدة، ويعد التداول واحدا من أكثر الأمور التي تأثرت بصعود هذه الوسائل.

أ. الآثار الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي على التداول:

إن لوسائل التواصل الاجتماعي العديد من الفوائد التي يمكن أن تتحقق في حال تم استخدامها بالشكل الصحيح، وفيما يلي أبرز تلك الإيجابيات:

  1. الوصول الفوري للمعلومات بشكل يواكب سرعة تحديثات الأسواق.
  2. التعرف على استراتيجيات متنوعة من مختلف أنحاء العالم.
  3. زيادة فرص التواصل مع المتداولين الآخرين وتناقل الخبرات.
  4. التعرف على خبرات متنوعة وخاصة فيما يتعلق بتجارب المتداولين سواء الناجحة أو تلك التي عرضت أصحابها للخسائر.

ب. الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على التداول:

تشير العديد من الدراسات إلى ارتباط وسائل التواصل الاجتماعي بصحة نفسية سيئة فيما يتعلق بسلوك المتداولين وخاصة الهواة، والذين يقعون في الخسائر نتيجة هذا التأثر والانقياد الذي يمكن أن يوصف بالانقياد الأعمى. 

بل إن العديد من المحللين والمراقبين يؤكدون على أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت تؤثر على عقلانية القرارات بشكل اكبر من تأثر المتداولين بمتغيرات حقيقية مثل الأرباح أو المؤشرات الاقتصادية.

ويشير بحث صادر عن موقع Forbes إلى نتائج خطيرة جدا حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على قرارات المتداولين، و أهمها:

1. زيادة التداول العدواني:

إن تحقيق بعض المتداولين لأداءات إيجابية والإعلان عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يقود البعض إلى التداول العدواني، وهو ما يسمى بنتيجة التحيز في نقل التجارب الاجتماعية.

2. غياب التجربة الكاملة:

يقوم بعض المتداولين المؤثرين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى الإعلان عن أرباحهم ونتائجهم الجيدة، ولكنهم يميلون إلى إخفاء الخسائر التي يتكبدونها والتجارب التي قادتهم لتلك الخسائر، ما ينعكس بشكل سلبي على ما يتلقاه المتداولين الآخرين أثناء نقلهم للتجارب دون فهم منهم للاستراتيجية الخاصة بتلك التجارب، أو نتيجة غياب ما تكبده المؤثرون من خسائر في رحلة تداولهم.

وبناء على هاتين النتيجتين، فإن المتداولين الذين يلجؤون لوسائل التواصل الاجتماعي بشكل أعمى، سيقعون ضحية للخسائر، أو فريسة سهلة لعمليات الاحتيال.

بل إن النتائج تشير إلى خطورة هذا الانقياد على عالم الأعمال بشكل استراتيجي، لينحصر أداء المتداولين في التفكير المضاربي قصير الأجل والابتعاد عن الأسلوب الاستثماري في مختلف الأدوات الاستثمارية.

فيما يشير المحللون والمراقبون في هذا المجال إلى خطورة الاعتماد الكامل على وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة افتقار هذه الوسائل إلى التنظيم والمساءلة.

رابعا. الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي في التداول:

يتضح مما سبق أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في عالم أسواق المال الذي يتصف بالتغير الدائم، إلا أن استخدام هذه المنصات يجب أن يتم وفقا للعديد من النصائح، وأهمها:

1. التفكير النقدي:

يجب أن يقوم المتداول بالتفكير بما يتم عرضه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأن يتحقق من مصادر المعلومات التي يتم استعراضها.

2. تعديد المصادر:

يفضل أن لا يقوم المتداول باللجوء إلى مصدر واحد للمعلومة، وذلك بهدف المقارنة والتأكد من عقلانية ما يتم تقديمه.

3. استعراض سجل المؤثرين:

إن مراجعة سجل خبرات المؤثرين في مجال التداول عبر منصات التواصل الاجتماعي، يعد أمرا مهما وضروريا لزيادة الموثوقية، كما أن استعراض آراء العديد من المؤثرين الموثوقين، يزيد من اتخاذ القرارات المستنيرة.

4. التزود بالمعلومات والثقافة المالية:

إن تزود الشخص من الثقافة المالية يجعله قادرا على التمييز بين ما هو صحيح وما هو مضلل، كما أنه يزيد من درجة الاعتماد على الذات.

الخاتمة:

في النتيجة؛ فإنه لا يمكن انكار أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في عالم التداول ودورها الكبير في التأثير على قرارات التداول في أسواق المال، وبناء عليه فإنه كان لابد من معرفة أثرها ودورها وآثارها السلبية والإيجابية، وأهم النصائح التي يجب الالتزام بها اثناء تعامل المتداول لهذه المنصات أثناء اتخاذه لقراره المالي.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.

مقالات ذات صلة
شاهد الكل