الأساطير والمفاهيم الخاطئة الشائعة في التداول

كسر أساطير التداول وما تحتاج إلى معرفته

هل صادفت إعلانًا للتداول يعدك بالثراء السريع أو استراتيجية مضمونة لتحقيق أرباح مضمونة؟ إذا كان الأمر كذلك، وظللت متشككًا، فمن المحتمل أنك تواجه حقيقتين - واحدة سيئة وأخرى جيدة.

الحقيقة السيئة هي أنك قد تواجه أساطير مضللة أو معلومات خاطئة حول التداول. والحقيقة الطيبة هي أن تشككك هو علامة إيجابية.

كما قال بنيامين فرانكلين بحكمة، "الاستثمار في المعرفة يعود بأفضل الفوائد"، لذا فإن مفتاح التداول الناجح يكمن في التعلم المستمر.

تهدف هذه المدونة إلى الكشف عن أكثر الأساطير والمفاهيم الخاطئة شيوعًا حول التداول، ومساعدتك في التنقل في الصناعة وتجنب الوقوع في تكتيكات خادعة.

لماذا الأساطير والمعلومات المضللة حول التداول شائعة جدًا؟

سواء كانت واضحة أو غامضة، فإن الأساطير والمعلومات المضللة في التداول تجذب العقل البشري وتلعب على جشع النفس البشرية، أو حتى المشاعر الأخرى، مثل الخوف من تفويت الفرص وغيرها...

من الوعد بالأرباح السريعة، والاستراتيجيات المضمونة لتحقيق مكاسب ثابتة، والتداول السهل، أو التحليل البسيط الذي يلغي الحاجة إلى البحث المتعمق.

ما هي وكيف يمكنك تجنبها؟

إن المفهوم الخاطئ الأكثر شيوعًا حول التداول هو "المال السهل"، والذي ينشأ غالبًا من قصص نجاح بعض المتداولين، أو من المروجين المزيفين أيضًا.

كان على المتداولين الذين يتداولون في الأسواق لفترة طويلة ويعتبرون متداولين ناجحين، أن يتحملوا عملية طويلة شملت التعلم والتحليل وإدارة المخاطر والعواطف وتطوير الاستراتيجية إلى جانب مهارات أخرى مكنتهم في النهاية من القول بأن التداول هو "المال السهل" (ومع ذلك فهم لا يقولون هذا كثيرًا).

أما بالنسبة للمروجين المزيفين، فهذه طريقة تقليدية تُستخدم عادةً دون تحديد واضح لما هو مطلوب لتحقيق دخل ثابت من التداول، لذا كن متيقظًا وابتعد عن هؤلاء الأفراد أو المجموعات.

يتحدث الكثير من الناس عن التداول باعتباره الطريق إلى "الثراء السريع"، لكن الحقيقة هي أنه يتطلب قدرًا لا بأس به من الوقت للتعلم واكتساب المهارات وبناء الاستراتيجيات والتعلم من الأخطاء.

كما نسمع الكثير من الأفراد يقولون إن التداول الناجح يتطلب الكثير من المال. وعلى الرغم من أهمية حجم رأس المال والفرص التي يمكن أن يوفرها، فإن عالم التداول الحقيقي يسمح لك بالبدء من أي مبلغ صغير، والشيء المهم هو أن يكون لديك معرفة كافية وأدوات إدارة المخاطر المناسبة التي تمكنك من إدارة أموالك مهما كان حجمها.

وبعيدًا عن ما سبق، هناك عامل آخر يلعب دورًا وهو الرافعة المالية سيئة السمعة. وهنا تتدخل الجشع مما يجعلك تعتقد أن الرافعة المالية الضخمة هي طريقك إلى الأرباح.

توفر الرافعة المالية فرصة كبيرة لزيادة رأس المال والأرباح، لكنها في التداول الحقيقي قد تؤدي إلى الخسائر إذا تم استخدامها بشكل خاطئ، إما بسبب عدم الوعي الكامل بمفهومها من قبل المبتدئين، أو باستخدامها دون وعي بمخاطرها وكيفية إدارة تلك المخاطر.

لنفترض أنك تمكنت من اكتشاف كل ما سبق، فها هي إحدى أكثر الخرافات تعقيدًا، وهي "هناك استراتيجية محددة تضمن الأرباح".

إن وجود استراتيجية للتداول هو جزء من الحقيقة، لكن الباقي يكمن في حقيقة أن كل متداول لديه استراتيجية محددة تناسب طبيعته وحجم رأس المال والأهداف، لذا فإن ما ينجح مع شخص ما قد لا ينجح مع شخص آخر.

في الواقع، قد تتوقف استراتيجية معينة ناجحة عن النجاح لسبب أو لآخر، وقد تحتاج إلى التحديث أو التطوير أو الاستبدال.

في حين أن المفاهيم المذكورة أعلاه ضرورية لفهمها، فمن الضروري في الغالب فهم ما إذا كان بإمكانك الثراء من التداول؟!

إن الثراء السريع من خلال التداول أمر محفوف بالمخاطر ويعتمد على قدر لا بأس به من الحظ، وخاصة في الأسواق المتقلبة.

لكن الثراء من خلال التداول يمكن تحقيقه من خلال التعليم والتحليل وإدارة المخاطر والتعلم من الأخطاء، كل ذلك ضمن استراتيجية قائمة على أهداف واقعية.

التداول الذكي يبدأ بك

يوفر التداول فرصًا رائعة، لكن النجاح يتطلب فهم أساسياته - وليس الحظ أو نقرة بسيطة. تكمن وراء قصص النجاح تحديات وخسائر وتحليلات ومعرفة وإدارة فعّالة للمخاطر.

اسأل نفسك عما تسمعه، وتأكد من صحته، ثم اصنع رحلتك التجارية الخاصة.