تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني DeepSeek يصدم الأسواق المالية وشركات التكنولوجيا

انخفاض سوق الأسهم التكنولوجية العالمية بسبب الذكاء الاصطناعي من DeepSeek 

انخفاضات شهدتها أسواق الأسهم التكنولوجية من حول العالم على خلفية التطبيق الصيني الخاص بشركة صينية ناشئة تدعى DeepSeek، والتي أطلقت نموذجها R1 الاسبوع الماضي، ليصعد إلى قمة متاجر تطبيقات Apple في الأسواق الأميركية، وهو ما قاد إلى موجة من التراجعات على أسهم العديد من شركات التكنولوجيا.

إطلاق DeepSeek المذهل وكفاءة التكلفة 

وقد قام روبوت الدرشة المولد للذكاء الاصطناعي من هذه الشركة الصينية إلى إحداث هزة عنيفة في الأسواق المالية والشركات التكنولوجية، وذلك بعدما أكدت الشركة الصينية أنها قامت بإصدار هذا التطبيق بتكلفة بسيطة لا تتعدى 6 ملايين دولار وفي وقت بسيط جدا لم يستغرق سوى شهرين، وذلك مقارنة بالمليارات التي لطالما قالت شركات التكنولوجيا أنها بحاجتها لتطوير أعمالها في نفس المجال.

تأثير السوق العالمية: من طوكيو إلى نيويورك

أصيبت أسواق الأسهم بتراجعات كبيرة بسبب هذا التطبيق الصيني، ابتداء من طوكيو وصولا إلى نيويورك، فتراجعت أسهم مجموعة سوفت بنك اليابانية في أول أيام التداول من هذا الاسبوع بأكثر من 8%.

ثم لتنتقل عدوى هذه الانخفاضات لشركات تكنولوجية أوروبية كان على رأسها سهم شركة ASML الهولندية المختصة بمعدات أشباه الموصلات بنسبة 7%.

ثم ليصل الأمر الأسواق الأميركية التي كان شهدت تراجعات كبيرة، فانخفض مؤشر ناسداك التكنولوجي بنحو 2.77% متراجعا بأكثر من 600 نقطة، وتراجع مؤشر فيلادلفيا لأشباه الموصلات، بنسبة 9.2%، مسجلاً أكبر خسارة له منذ مارس 2020.

أما وعلى صعيد الشركات فكانت الحصة الأبرز من نصيب شركة انفيديا، التي نزفت بنسبة 17% يوم الإثنين لتمحو ما يقرب من 593 مليار دولار أميركي، ولتكون بذلك أكبر خسارة يومية في القيمة السوقية في تاريخ شركات وول ستريت. 

ولم يقف الأمر لدى شركة انفيديا، بل تراجعت شركات مثل Broadcom المصنعة للرقائق بنسبة 17.4% ثم شركة مايكروسوفت الداعمة لChatGPT، وشركة الفابيت الشركة الأم لجوجل أيضا.

إن روبوت الدردشة المولد للذكاء الاصطناعي من DeepSeek، وهو منافس مباشر لـ ChatGPT، قادر على أداء بعض المهام بنفس مستوى النماذج التي تم إصدارها مؤخرًا من OpenAI وAnthropic وMeta، على الرغم من الادعاءات بأن تكلفته لا تتجاوز جزءًا بسيطًا من المال والوقت اللازم للتطوير.

أدى إصدار نموذج R1 من DeepSeek الأسبوع الماضي وصعوده إلى قمة متجر تطبيقات Apple إلى موجة بيع لأسهم التكنولوجيا. فقد انخفضت أسهم التكنولوجيا الآسيوية يوم الثلاثاء في أعقاب هزيمة وول ستريت بين عشية وضحاها.

شركة صينية ناشئة تهز مجتمع التكنولوجيا من حول العالم، بعدما أطلقت مساعد الذكاء الصطناعي DeepSeek المجاني والمتطور والمنافس للبرنامج الاميركي ChatGPT.

الشركة الصينية هزت المجتمع التكنولوجي بتكلفة تطويرها برنانمجها الذي لم يتخط 6 ملايين دولار في غضون شهرين وبشريحة أقل تقدما من انفيديا، مقارنة بالمليارات التي يتم إنفاقها في المجالات التكنولوجية.

أصبح التطبيق الصيني التطبيق الأكثر تنزيلا على متاجر iPhone في الولايات المتحدة الأميركية في اليوم الأول لإطلاقه.

ومن آسيا لأميركا تسبب التطبيق تسبب بموجة تراجعات كبيرة في أسهم التكنولوجيا العالمية، كان أبرزها أسهم شركة انفيديا التي خسرت أكثر من 600 مليار دولار أميركي من قيمتها السوقية، وهو أكبر خسارة سوقية يومية على الإطلاق لشركة في وول ستريت.

بل إن التطبيق تسبب في موجة بيع هائلة على أسهم الشركات التكنولوجيا عالميا، وذلك بعدما بدأ التشكيك بمسألة التكلفة العالية التي كانت دائما تشير لها الشركات بهدف تطوير تطبيقاتها وبرامجها وذلك مقارنة بالتكاليف الزهيدة التي تحدثت عنها الشركة الصينية.

كيف أحدث DeepSeek كنموذج ذكاء اصطناعي صيني قليل التكلفة ضجة في الأسواق العالمية وتحدّى عمالقة المجال؟

وبينما أشاد العديد من المطورين بنماذج DeepSeek إلا أن العديد منهم بدأ يتحدث عن محاولة إيجاد الثغرات في فكرة أن تكنولوجيتهم التي تبلغ المليارات قد تفوقت عليها شركة بنموذج بسيط التكلفة.

ليصل الأمر بخروج الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان ليشير بأنه سيعمل على تسريع إصدارات المنتجات وتقديم نماذج أفضل بكثير، وذلك بعد يوم فقط مما تسبب به التطبيق الصيني في العالم.

وقد تحدث العديد من المحللين إلى أن التطبيق الصيني قام بزعزة التفاؤل بأداء أسواق المال التي يستند انتعاشها منذ سنوات على التفاؤل بالذكاء الاصطناعي وما يمكن أن يتسبب به.

فيما رأى بعض المحللين أشاروا إلى أن هذا التطبيق سيكون كفيلا بإعطاء إشارة جيدة لكل من كان متشائما حول الفجوة الكبيرة بين التكنولوجيا الصينية والأميركية وتحديدا في مجال الذكاء الاصطناعي.

والآن يبقى الأمر متروكا بشكل كبير إلى ما ستؤول إليه تجارب هذا التطبيق الصيني، وكيفية رد المنافسين، والنتائج المالية لأعمال الشركات الكبرى، والرد الأميريكي، خاصة وأن الرئيس الأميركي كان قد أعلن عن توجيه 500 مليار دولار أميركي لدعم الإمكانيات في مجال الذكاء الاصطناعي.