السلع

تحليل أسعار الذهب (كيف بلغ الذهب هذه المستويات القياسية)

مجدي نوري
مجدي نوري
calendar
22 إبريل, 2025
header background

مقدمة:

منذ انطلاقة عام 2025، سجل الذهب مستويات قياسية تاريخية على صعيد العديد من الأمور، سواء من حيث المستوى السعري التاريخي الذي يقترب شيئا فشيئا من حاجز 3500 دولار أميركي كما في تاريخ 22 من أبريل، أو على صعيد النمو السعري الربعي منذ تجاوزه لحاجز الألف دولار منذ عام 2007-2008.

لماذا ترتفع أسعار الذهب؟

ترتفع أسعار الذهب تقليديا للعديد من الأسباب، وأبرزها:

  • انخفاض أسعار الفوائد، وهي العلاقة التقليدية التي ليس من الشرط تطبيقها بشكل دائم (وهو ما سنوضحه لاحقا).
  • خلال الأزمات المالية، إذ يقوم المستثمرون بتفعيل صفة الملاذ الآمن في الذهب بصفته معدنا نفيسا نادرا.
  • ارتفاع الطلب على الذهب بشكل موسمي.

ولتوضيح هذه الأسباب بشكل عملي، فإننا سنقوم بدراسة رحلة الذهب منذ أن قام باختراق حاجز الألف دولار لأول مرة في التاريخ، وتحديدا بعدما تم فك ارتباط الذهب بالدولار في سبعينيات القرن الماضي، وصولا للمستويات القياسية التي يحققها الذهب بشكل متسارع منذ بداية عام 2025.

أسعار الذهب : رحلة من الألف إلى 3500 دولار

المحطة الأولى. الألف دولارا الأولى:

يعكس الرسم البياني السابق رحلة الذهب منذ انطلاقته نحو الألف الأولى، وتحديدا منذ الأزمة المالية العالمية عام 2007-2008. 

وقد ارتفع الذهب إلى مستويات ألف دولار أميركي في تلك الفترة بعدما تم اللجوء إليه كملاذ آمن، تخوفا من الوقوع في حالة ركود اقتصادي طويلة الأجل، تعيد للذاكرة الأزمات المالية الكبرى (سواء أزمة الكساد العظيم 1929-1936، أو أزمة الركود التضخمي نهاية سبعينيات القرن العشرين).

وقد استمر الذهب في حالة من الارتفاع منذ عام 2007 وحتى نهاية 2011، وهي المدة الزمنية التي كان الاقتصاد العالمي يحاول استعادة نشاطه.

وقد بدأت علامات التعافي تبدو على الاقتصاد العالمي بداية عام 2012، ليبدأ الذهب بعد ذلك بالتراجع، والعودة إلى مستويات الألف دولار تقريبا.

وبعد هذه الفترة الاقتصادية الجيدة نسبيا، كان للذهب محطات مهمة، أبرزها ما حدث بعد عام 2016، حينما تعرضت بعض أسواق المال للتراجع، وخاصة سوق الأسهم الصينية، إلى جانب المخاوف من ارتفاع حجم الدين عالميا، وهو ما خيم سلبا على معنويات السوق ورفع توقعات حدوث تباطؤ اقتصادي. ليكون ذلك كله مبررا لعودة الذهب نحو الارتفاعات.

وبعد عام 2016، تعرض الذهب لأسباب تدعم من صموده واستمراره في الارتفاع، كان أبرزها بدء تخفيض الفوائد منتصف 2019، إلى جانب انطلاق الحرب التجارية بين الصين وأميركا في ظل ولاية ترامب الأولى.

المحطة الثانية. الألف دولار الثانية!

انطلق الذهب نحو الألف دولار الثانية مع انطلاق الجائحة الصحية عام 2020، والتي دفعت نحو الملاذات الآمنة تخوفا من حدوث ركود اقتصادي على وقع الإغلاق العام الذي تعرضته له مختلف الدول عالميا.

وقد تراجعت أسعار الذهب دون مستويات ألفي دولار في نوفمبر2021، حينما تيقن العالم بأنه أمام مشكلة تضخم ضخمة، ستدفع البنوك المركزية لمعالجته عبر رفع أسعار الفائدة. وهو ما دفع الذهب للتراجع بشكل مؤقت نسبيا خاصة مع الفوائد التي كانت ترتفع بوتيرة متسارعة آنذاك. ثم سرعان ما يعود الذهب للارتفاع نهاية عام 2023، مدفوعا بالآمال بأن رحلة التضخم والفوائد قد شارفت على الانتهاء.

2025! المحطة الثالثة للذهب!

بلغ الذهب الألف الثالثة نهاية الربع الأول من عام 2025، ليكون السبب في ذلك الرسوم الجمركية الأميركية التي رفعت حدة المخاوف في حدوث حرب تجارية عالمية أو وقوع ركود اقتصادي عالمي.

الذهب إلى أين؟!

وفقا للعديد من التحليلات والتوقعات العالمية، فإنه وفي حالة استمرت أو تصاعدت حدة التوترات الاقتصادية العالمية، وخاصة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، فإن الذهب لديه القدرة على تحقيق مستويات قياسية جديدة.

وهو ما اشارت إليه العديد من المؤسسات العالمية، كان من أبرزها بنك جولدمان ساكس وبنك جي بي مورغان، وهما البنكان اللذان تحدثا عن قدرة الذهب على تخطي الذهب لمستويات 3500 دولار نهاية عام 2025، وهو ما اقترب منه كثيرا في الثلث الأخير من شهر أبريل 2025.

بل إن بنك جولدمان ساكس قام بتعديل توقعاته لأسعار الذهب لتصل إلى 3700 دولار حتى نهاية عام 2025، مع احتمالية وصولها مستويات 4500 دولارا أميركيا.

وفي حالة استمرت المؤشرات أو المعطيات في تعزيز المخاوف من حدوث ركود اقتصادي، أو تسبب هذه الرسوم الجمركية المتبادلة في الركود التضخمي الذي حدث نهاية سبعينات القرن الماضي، فإن للذهب ما يبرر استمراره في الارتفاع.

إلا أن احتمالية تراجع تداول الذهب قد تقف أمام سيناريوهين:

  • توصل جميع الدول لاتفاقيات تجارية مع الطرف الأميركي، دون أن تشمل تلك الاتفاقيات الصين، وهو ما قد يدفع الذهب للتراجع عن المستويات القياسية، وتراجعه عن بعض المكاسب، وذلك بحسب شكل الاتفاقيات وتفاصيلها.
  • السيناريو الآخر، أن تشمل الاتفاقيات التجارية الصين، بشكل يرضي جميع الأطراف، وهو السيناريو الأقرب للمنطقية ليكون ذلك سببا في تخفيض الذهب، على أن أن يرتبط هذا السيناريو مع صيانة الأوضاع الداخلية في البيت الأميركي، وخاصة بين دونالد ترامب وبين رئيس الفيدرالي الذي ستنتهي ولايته منتصف عام 2026 القادم.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.